قالت الولايات المتحدة الخميس 9 فبراير/شباط 2023 إنها ستوفر مساعدات إنسانية عاجلة قيمتها 85 مليون دولار لتركيا وسوريا بعد الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 20 ألفاً.
جاء إعلان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بعد فترة وجيزة من اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وهو الثاني خلال أربعة أيام.
الوكالة الأمريكية قالت في بيان: "هذا التمويل الجديد يدعم شركاء (الإغاثة) الإنسانية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتوصيل مساعدة ضرورية للغاية إلى الملايين في تركيا وسوريا".
مساعدات أمريكا لتركيا
وأرسلت واشنطن بالفعل فرقاً إلى تركيا تضم نحو 160 شخصاً و12 كلباً، أهم أولوياتهم المساعدة في إنقاذ الناجين من بين أنقاض آلاف المباني المنهارة. كما وصلت بالفعل فرق مسعفين وطوارئ وفنيين متخصصين في المواد الخطيرة وغيرهم.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين إن اتصال بلينكن بجاويش أوغلو كان يهدف لمعرفة "ما الذي يحتاجه (الأتراك) من الولايات المتحدة في أعقاب كارثة الزلزال". وأضاف: "عرض وزير الخارجية (جاويش أوغلو) على بلينكن بعض الأمور المحددة، وسنواصل فعل كل ما بوسعنا لتلبية الاحتياجات التي طلبها الأتراك".
وأوضح برايس أن طائرات الهليكوبتر الأمريكية تساعد أفراد الإنقاذ على الوصول إلى مناطق يصعب الدخول إليها وأن واشنطن تجهز مسبقاً معدات الإغاثة التي تأمل أن تنضم إلى جهود التعافي. وأضاف أن واشنطن سترسل أيضاً معدات لتكسير الخرسانة ومولدات ومواد طبية وخياماً ومياهاً وأنظمة تنقية مياه.
دعم من الأمم المتحدة لسوريا وتركيا
وفي وقت سابق، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدوره زلزال تركيا، بأنه "واحد من أكبر الكوارث الطبيعية في عصرنا"، فيما أعلن البنك الدولي، أنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار.
وقال غوتيريش للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: "نشعر بالأسف لخسارة كثيرين، والحصيلة المأساوية تتزايد باستمرار، انهارت آلاف المباني، عشرات الآلاف من الناس يتعرضون لظروف الشتاء القاسية، دُمّرت المدارس والمستشفيات، والأطفال يعانون من صدمة رهيبة".
وأضاف: "ندرك للأسف أننا لم نر حتى الآن المدى الكامل للأضرار والأزمة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".
وأشار غوتيريش إلى أن أول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة عبرت إلى شمال سوريا، في وقت سابق من الخميس، من تركيا عبر معبر "باب الهوى"، مؤكداً أن القافلة تضم "6 شاحنات محملة بمعدات الإيواء، ومواد إغاثة أخرى"، وتابع: "المزيد من المساعدات في الطريق، ولكن هناك حاجة إلى المزيد والمزيد".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن تركيا أظهرت "كرماً لا مثيل له" في استضافة ما يصل إلى 3.6 مليون سوري فروا من الصراع المستمر في البلاد، بعضهم لأكثر من عقد من الزمان، وأردف: "الناس يواجهون كابوساً يضاف لمأساتهم، ضرب الزلزال بينما كانت الأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا تتفاقم بالفعل".
وفي السياق، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة التركية "بأي طريقة ممكنة"، واستدرك قائلاً: "في مواجهة هذه الكارثة، أناشد المجتمع الدولي بشدةٍ أن يُظهر لشعب تركيا وسوريا النوع نفسه من الدعم والكرم".
من جانبه، قال البنك الدولي إنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار؛ لتمويل أعمال الإغاثة والتعافي.
وأضاف البنك في بيان، أنه سيتيح 780 مليون دولار لأنقرة على الفور؛ إذ سيجري تحويل الأموال من مشروعي قرض قائمين للبنك الدولي في تركيا.
فيما قال متحدث باسم البنك إنه يجري إعداد مساعدات بقيمة مليار دولار أخرى لأعمال التعافي وإعادة الإعمار في تركيا، لكن ترتيبها سيستغرق مزيداً من الوقت.
ارتفاع ضحايا زلزال تركيا وسوريا
يأتي هذا في وقت بلغ عدد القتلى جراء الزلزال في تركيا وسوريا أكثر من 20 ألف شخص، متجاوزاً عدد القتلى في زلزال قوي مشابه ضرب شمال غرب تركيا في 1999 وقتل 17 ألفاً.
وتسبب الزلزال في تشريد مئات الآلاف من السكان في البلدين وسط برد الشتاء القارس. وتجمع الكثير منهم في مخيمات مؤقتة في ساحات انتظار السيارات والمساجد وعلى جانب الطرق وسط الحطام بدون إمدادات كافية من الغذاء والماء والتدفئة.وفجر الإثنين 6 فبراير/شباط، ضرب زلزالٌ جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين، ليحصد أرواح نحو 20 ألف شخص في تركيا وسوريا.