ظلت بلدة التلول السورية المحاذية للحدود التركية بمنأى عن دمار الحرب المستمرة منذ 12 عاماً، لكنها باتت شبه خالية بعد الزلزال المدمر والمميت الذي وقع الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وما تلاه من فيضان الخميس نتيجة تصدّع سد صغير في جسر نهر العاصي الذي يفصل البلدة عن تركيا.
ونقلت رويترز عن سكان البلدة أن الزلزال أسفر عن سقوط ما بين 35 و40 قتيلاً في بلدتهم، في حين أصبحت معظم المباني إما مدمرة أو لحقت بها أضرار.
إذ أوضح عبد الرحمن الجاسم من أهالي التلول أن السكان اكتشفوا في أعقاب الزلزال شقوقاً في سد صغير قريب وحاولوا صد المياه بأكياس الرمل، لافتاً إلى أن الأمطار الغزيرة، التي عرقلت أيضاً جهود الإغاثة من الزلزال في جميع أنحاء المنطقة، أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في النهر.
الجاسم أضاف أنه مع ارتفاع صوت الأذان في حوالي الساعة الرابعة من صباح الخميس 9 فبراير/شباط، انهار السد وفاضت مياهه لتغمر الحقول والمنازل حتى مستوى الركبة.
وتابع الجاسم: "النساء والأطفال يعيشون الآن تحت أشجار الزيتون لا يملكون شيئاً. ممن نطلب (المساعدة)؟ الجميع محطمون. أعاننا الله".
"لا يمكن لأحد أن يعيش في البلدة الآن"
في السياق ذاته، قال فراس عزيز حواش، الذي يعيش في البلدة منذ زمن طويل، إن زهاء 500 أسرة نزحت بسبب الفيضانات، وأضاف أن "المياه تغمر البيوت الآن.. لم يبق أحد في البلدة. لا يمكن لأحد أن يعيش هناك بعد الآن. هذه مأساة".
ارتفعت حصيلة الوفيات في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة)، إلى 3317 شخصاً، وأكثر من 5200 إصابة، جراء الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا، فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وتأثرت به سوريا بشدة، فيما اضطر مئات آلاف السوريين إلى النزوح من منازلهم بسبب الهزة وأضرارها.
ولم تصل أي مساعدة خارجية تقريباً إلى الشمال الغربي منذ الزلزال؛ حيث دخلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة تضم ست شاحنات صباح الخميس.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.