وُجّهت اتهامات إلى النظام السوري باستغلال مساعدات الزلزال لتحقيق مصالح سياسية، وذلك بعد أن قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن بلاده يجب أن تكون مسؤولة عن توصيل جميع المساعدات إلى داخل سوريا، بما في ذلك المناطق التي لا تقع تحت سيطرة نظام الأسد، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ إن الخلاف حول السيطرة على المساعدات -بالإضافة إلى الطقس، والطرق المدمرة، والمعابر المغلقة- يعيق جهود إرسال المساعدات إلى شمال سوريا، التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة.
فتح مزيد من المعابر
وبينما اعترف أندرو ميتشل، وزير التنمية الدولية البريطاني المعني ببرامج المساعدات، بالمشكلة المتعلقة بإرسال المساعدات إلى شمال سوريا، قال إن المملكة المتحدة كانت ستعمل مع منظمة الدفاع المدني المعروفة بالخوذ البيضاء، مثلما فعلت على مدى سنوات عديدة في المنطقة، لكنه أوضح أن هناك حاجة إلى فتح مزيد من المعابر من تركيا إلى شمال سوريا.
وتسمح الحكومة في دمشق بمرور المساعدات إلى المنطقة عبر معبر حدودي وحيد، فيما تعارض سوريا السماح بمرور المساعدات إلى إدلب التي تخدم 4 ملايين نسمة، لأنها ترى أن المساعدات تقوض سيادة الدولة السورية وتقلل فرص استعادة سيطرتها على المنطقة.
بدوره، قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة سابقاً: "المناطق الأشد تضرراً من الزلزال داخل سوريا يبدو أنها تُدار عن طريق المعارضة التي تسيطر عليها تركيا، وليس عن طريق الحكومة السورية. سوف يتطلب الأمر موافقة تركية من أجل توصيل المساعدات إلى هذه المناطق. ليس من المرجح أن تفعل الحكومة السورية الكثير من أجل المساعدة".
غياب التنسيق
من جانبه، أبلغ سفير النظام السوري المراسلين في نيويورك بأن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة "طمأننا بأن الأمم المتحدة سوف تفعل كل ما يمكن لمساعدة سوريا في هذا الموقف الصعب".
وسُئل صباغ عما إذا كانت سوريا ستوافق على السماح للأمم المتحدة بتوصيل المساعدات عبر معابر أخرى من تركيا إذا كان هذا ممكناً. لكنه لم يقدم رداً مباشراً، بل قال إن الحكومة كانت مستعدة للمساعدة وتنسيق توصيل المساعدات "إلى جميع السوريين في كافة أراضي سوريا".
من جانب آخر، استبعد نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، توصيل المساعدات عبر الحكومة السورية، وقال: "سيكون تهكمياً بالنسبة إلينا -بل قد يأتي بنتائج عكسية- إذا تواصلنا مع حكومة تعاملت بوحشية مع شعبها على مدار أكثر من عشر سنوات حتى الآن، وهاجمتهم بالغازات وذبحتهم، وكانت مسؤولة عن الكثير من المعاناة التي تحملوها".
مساعدات إنسانية ضرورية
وأوضح: "بدلاً من ذلك، لدينا شركاء في المجال الإنساني على الأرض يمكنهم تقديم نوعية العون في أعقاب هذه الزلازل المأساوية. هؤلاء الشركاء، على النقيض من النظام السوري، موجودون لمساعدة الشعب بدلاً من التعامل معهم بوحشية".
وأضاف: "يحتاج شعب سوريا للوصول إلى المساعدات الإنسانية. تحتاج الأطراف الفاعلة في المنظمات غير الحكومية، وكثير منهم كانوا نشطين في مناطق سوريا على مدار أكثر من عشر سنوات حتى الآن، إلى أن يكون لديهم قدرة على عبور الحدود ذهاباً وإياباً، لتوصيل المساعدات الإنسانية".
فيما قال قتيبة إدلبي، من المجلس الأطلسي، إن إصرار رئيس النظام السوري بشار الأسد على "عبور المساعدات عبر خطوط النزاع [أي نقل المساعدات من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة] لا يتعلق بطريقة مرور المساعدات إلى المناطق المتضررة، بل بمن سيوزع المساعدات ويسيطر على اقتصاد العمليات الإنسانية في الشمال الغربي. لا تتوهموا وتظنوا أن حكومة الأسد لديها قدرة على تطبيق أية عملية مساعدات في شمال غرب سوريا".
يوجد قلق متزايد من أن تركيا، التي تواجه خسارة أكبر في الأرواح، تركز جهودها بشكل مفهوم على إنقاذ مواطنيها ولن تكون قادرة على إعطاء الأولوية إلى تقديم المساعدة إلى مناطق سوريا، التي تنشط فيها القوات التي تدعمها.
والأرجح أن توزيع جهود المساعدات، والصدام المحتمل بين جهود المساعدات المدعومة من روسيا والمدعومة من الغرب، ستحمل إشكاليةً في الأيام المرتقبة.