تسعى إسرائيل إلى تشكيل تحالف عسكري مع دول حليفة لها ضد إيران، قد يشمل دولاً عربية، في وقت تخشى تل أبيب من حصول طهران على أسلحة نووية، مستفيدة بذلك من برنامجها النووي، الذي يعد سبباً رئيسياً لتوتر العلاقات بين طهران من جهة، وأمريكا ودول أوروبية من جهة أخرى.
وسائل إعلام إسرائيلية نقلت السبت، 4 فبراير/شباط 2023، عن تقارير فرنسية، قولها إن إسرائيل "درست بالتفصيل استراتيجيتها لمهاجمة إيران، تم وضع حوالي 3000 هدف، وهي تريد التحرك بسرعة، لكن ليس هناك شك في الدخول في الحملة بمفردها".
موقع "I24 News" الإسرائيلي، نقل تصريحاً لدبلوماسي قال إنه "مطلع على التفاصيل"، وتأكيده على أنه "على الورق كل شيء جاهز"، مضيفاً أن "أن فكرة إسرائيل هي إيجاد حلفاء، ومثل هذا التحالف سيشمل فرنسا والولايات المتحدة، وربما بعض الدول العربية، خاصةً من الخليج، والتي تشكل إيران أيضاً تهديداً لها".
لفت المصدر إلى أن "مثل هذا التحالف سيكون له دور رادع، إسرائيل ستهاجم إيران، لكن طهران لن تكون قادرة على الرد، لأن هذا سيكون إعلان حرب على عدة دول في الوقت نفسه، ورفضت باريس وواشنطن تماماً هذا الاحتمال، وفضّلتا الحل الدبلوماسي ضد إيران لكن الوضع تغير".
الموقع الإسرائيلي أشار أيضاً إلى تصريح الممثل الخاص للولايات المتحدة في إيران، روبرت مالي، الذي قال لشبكة CNN إن "الخيار العسكري مع إيران على جدول الأعمال إذا فشل المسار الدبلوماسي".
تأتي التقارير الفرنسية، عن نية تل أبيب تشكيل حلف ضد إيران، بعد أيام من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أعربا الخميس، 2 فبراير/شباط 2023، عن عزمهما على "العمل معاً" في وجه أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، وبمواجهة "دعم" طهران لروسيا في هجومها على أوكرانيا.
كان ماكرون قد ندّد عقب لقائه نتنياهو بـ"الاندفاع المتهور لإيران" في برنامجها النووي، محذراً طهران من أن مواصلة هذا المسار لن تبقى بلا "عواقب".
من جانبها، ذكرت الرئاسة الفرنسية، في بيان، أنّ ماكرون كرّر ضرورة إبداء "الحزم اللازم في وجه اندفاع إيران المتهور، الذي إذا استمر ستكون له حتماً عواقب"، وحيال غياب "الشفافية في هذا البلد تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
أضاف الإليزيه أن ماكرون ونتنياهو "أعربا عن قلقهما الشديد بشأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
كانت الحكومة الإسرائيلية السابقة، التي تولى بها بيني غانتس وزارة الدفاع، قد تحدثت في يونيو/حزيران 2022، عن تحرك تل أبيب لبناء "تحالفٍ للدفاع الجوي" في الشرق الأوسط، بقيادة الولايات المتحدة.
يُذكر أن إسرائيل كانت قد حذّرت مراراً من أنها "لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية، حتى لو استدعى ذلك استخدام القوة العسكرية"، وفي المقابل تُواصل إيران تهديداتها لتل أبيب، في حال أقدمت الأخيرة على ضرب أهداف لطهران.
كانت إيران قد اتهمت تل أبيب بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب، طالت منشآت نووية وعسكرية في الجمهورية الإسلامية، واغتيال عدد من علمائها، لا سيما في المجال النووي.