أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الخميس 2 فبراير/شباط 2023، نقل المعتقل الباكستاني مجيد خان، الذي كشف تفاصيل مروعة عن تعرضه للتعذيب على يد المخابرات المركزية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، من سجن خليج غوانتانامو في كوبا إلى دولة بيليز.
واعترف خان (42 عاماً) في عام 2012 بالتآمر مع أعضاء تنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات 2001 لارتكاب جرائم قتل وتقديم دعم مادي للإرهاب والتجسس، وأصبح شاهداً للحكومة منذ ذلك الحين، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وأُلقي القبض عليه في باكستان واحتجز في "موقع أسود" تابع لوكالة المخابرات المركزية من عام 2003 إلى عام 2006 قبل سجنه في معسكر الاعتقال بالقاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو.
"أشعر وكأنني وُلدت من جديد"
بدوره، رحب خان في بيان أصدره فريقه القانوني بما سماه فرصة ثانية في الحياة، وقال: "اليوم أشعر وكأنني وُلدت من جديد. لقد عدت إلى العالم.. أبدأ حياة جديدة في بلد جديد وثقافة جديدة. أنا في حالة صدمة صغيرة لأنني كنت أنتظر طويلاً لأكون حراً، وبالكاد أستطيع أن أصدق أنه حدث في النهاية".
أضاف: "إنني نادم بشدة على الأشياء التي فعلتها قبل سنوات عديدة، وقد تحملت المسؤولية وحاولت التعويض عنها. ما زلت أطلب المغفرة من الله وممن آذيتهم. أنا آسف حقا".
وخان هو أول معتقل في غوانتانامو يُطلق سراحه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاركاً 34 معتقلاً في المنشأة بينهم 20 يقول مسؤولون أمريكيون إنهم مؤهلون بالفعل للنقل إلى دول أخرى.
يشار إلى أن عدد المعتقلين في غوانتانامو وصل في السابق إلى 800، بينما كان هذا العدد 40 فقط عندما تولى الرئيس الديمقراطي جو بايدن منصبه في عام 2021، وقد أوضح بايدن أنه يأمل في إغلاق المنشأة.
ويحظر القانون على الحكومة الاتحادية نقل معتقلي غوانتانامو إلى سجون البر الرئيسي للولايات المتحدة.
"ليس إرهابياً"
من جانبها، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين "نظل ملتزمين بعملية مدروسة وشاملة تركز على تقليص عدد المحتجزين في خليج جوانتانامو بطريقة مسؤولة وإغلاق المنشأة في نهاية المطاف".
وقال إيمون كورتيناي وزير خارجية بيليز إن حكومة بلاده قبلت نقل خان إليها ودفعت الحكومة الأمريكية التكاليف. وأضاف في مؤتمر صحفي في الدولة الواقعة بأمريكا الوسطى "السيد خان ليس إرهابيا. لقد تراجع تماما عن أفعاله وقبل مسؤولياته عنها ويسأل الله المغفرة".
فيما أكد كورتيناي، الذي التقى بخان لدى وصوله إلى بيليز، أن له مطلق الحرية في أن يعيش بقية حياته هناك إذا أراد.
تعذيب لسنوات
وكان خان قد تلا بيانا من 39 صفحة أمام لجنة عسكرية أمريكية لإصدار الأحكام في عام 2021، وصف فيه المعاملة التي لقيها في الموقع التابع للمخابرات المركزية. وتحدث خان عن تعرضه للضرب والإيهام بالغرق والاغتصاب.
وقال إنه ظل معلقا من يديه من عارضة لعدة أيام، عاريا باستثناء غطاء على رأسه، وإن الحراس هناك كانوا "يلقون الماء المثلج على جسدي العاري كل ساعة أو ساعتين ووضعوا مروحة لتدفع الهواء نحوي مباشرة".
كما ذكر أنه حُرم من النوم والطعام وظل معزولاً ومقيداً في زنزانة بينما تصدح الموسيقى على مدار 24 ساعة. وأوضح أن هذا استمر ثلاث سنوات، منذ اعتقاله في كراتشي عام 2003 حتى نقله إلى جوانتانامو عام 2006.
وقال البنتاغون إن وزير الدفاع لويد أوستن أخطر المشرعين باعتزامه نقل خان في العام الماضي.