دوّت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية في أنحاء أوكرانيا، الجمعة، 3 فبراير/شباط 2023، بالتزامن مع زيارة لقادة من الاتحاد الأوروبي للعاصمة كييف لإجراء مناقشات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن فرض مزيد من العقوبات على روسيا، وآفاق انضمام بلاده للتكتل الأوروبي، فيما لم ترد على الفور أنباء عن قصف صاروخي جديد بعد التحذير من الغارات الجوية.
وتأتي زيارة رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى كييف لإبداء الدعم لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى الأولى لانطلاق الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط من عام 2022.
معارك طاحنة في شرق أوكرانيا
وتتزامن القمة الأوروبية وأوكرانيا مع تكثيف روسيا للضغوط على القوات الأوكرانية في مناطق المعارك في الشرق وأيضاً في الشمال الشرقي والجنوب، وتقول أوكرانيا إن موسكو ترسل آلاف الجنود والمرتزقة ليلقوا حتفهم في هجمات بموجات بشرية لا تحقق سوى مكاسب محدودة، فقط لإرضاء السادة السياسيين.
فيما علق المتحدث باسم الجبهة الشرقية للقوات الأوكرانية، سيرهي تشيريفاتي، لراديو إن.في الأوكراني بالقول "يأتون برجال ممن استدعوهم من الاحتياط، ويحاولون بشكل متكرر وممنهج العثور على نقاط لاختراق دفاعاتنا… الغرض هو تحقيق هدف القيادة والسيطرة على كل منطقة دونيتسك. لكن هذه الخطة تراوح مكانها منذ عدة أشهر".
ووفقاً لموسكو، فإن أحد أهدافها الرئيسية في أوكرانيا هو تأمين باقي منطقة دونيتسك، وهي واحدة من 4 مناطق ضمتها بشكل أحادي الجانب في سبتمبر/أيلول.
وينصب التركيز الأساسي لروسيا على مدينة باخموت في دونيتسك؛ حيث قالت قواتها إنها حققت مكاسب متزايدة على مدى الأسبوع المنقضي.
فيما قال متطوع من روسيا البيضاء يقاتل إلى جانب أوكرانيا داخل المدينة إنه ليست هناك مؤشرات على أن القوات الأوكرانية تعتزم الانسحاب، وأضاف "في الوقت الراهن الأمر على نقيض ذلك، يجري تعزيز المواقع التي يحاول الروس محاصرتنا منها، لكن الأمر يتوقف على كيفية تطور الموقف. نحن صامدون حتى الآن".
وفي وقت سابق قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية نفذت ضربتين على مدينة كرماتورسك في دونيتسك، مما ألحق أضراراً بمبانٍ، وتسبب في سقوط بعض الضحايا من المدنيين. وكان صاروخ روسي قد سقط على بناية سكنية في المدينة يوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.
وأضاف الجيش الأوكراني أن طائراته نفذت 4 غارات على تجمعات للقوات الروسية وموقع للقيادة، وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب واستهداف مدنيين، وهو ما تنفيه روسيا.
ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أمر بما يصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" لحماية أمن روسيا، بينما تتهم أوكرانيا وحلفاؤها روسيا بشن حرب غير مبررة للاستيلاء على أراضي أوكرانيا.
قمة أوروبية في أوكرانيا
وبشان القمة الأوروبية كتب ميشيل على تويتر، تحت صورة له من ميدان بوسط كييف: "عزمنا راسخ، وسنظل ندعمكم في كل خطوة من طريقكم نحو الاتحاد الأوروبي".
ويطالب زيلينسكي بمزيد من التدابير العقابية ضد روسيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه يبدو أن العقوبات الجديدة التي يستعد التكتل لفرضها في ذكرى بداية الغزو لن تكون على قدر مطالب حكومته.
وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى الاتحاد بعد أيام من غزو روسيا لها العام الماضي، وقد رحب الاتحاد الأوروبي بالطلب، لكنه رفض دعوات أوكرانيا لإخضاعه لمسار سريع، بينما تخوض البلاد حرباً.
فيما قال ميشيل وزيلينسكي وفون دير لاين في بيان على مسودته "الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة حرب روسيا العدوانية المستمرة مهما تطلّب الأمر".
ويضع مسؤولو الاتحاد الأوروبي قائمة واسعة من الاشتراطات للموافقة على الانضمام من الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى اعتماد قوانين الاتحاد الأوروبي المختلفة. وتستغرق العملية سنوات على الأرجح.
كما أشار مسؤول بالاتحاد الأوروبي "ربما يتطلع البعض للتكهن بأن نهاية العملية وشيكة، لكن الحقيقة هي أننا لم نصل لذلك".
مطالب مكافحة الفساد في قمة أوكرانيا
كشف مسؤولون من الاتحاد الأوروبي أن الموضوعات التي تمت مناقشتها تضمنت تقديم مزيد من الأسلحة والأموال والطاقة دعماً لأوكرانيا، إلى جانب تحسين وصول منتجاتها لسوق الاتحاد الأوروبي، وتشديد العقوبات على موسكو وجهود محاكمة المتورطين في جرائم حرب روسية.
ووافقت الحكومة الألمانية على تسليم دبابات ليوبارد1 إلى أوكرانيا من المخزونات، وتجري محادثات بشأن إعادة شراء 15 دبابة جيبارد من قطر لإرسالها إلى هناك، حسبما نقلت صحيفة زود دويتشه تسايتونج، اليوم الجمعة، عن مصادر حكومية.
والدبابات ليوبارد1 ليست متطورة مثل ليوبارد2 التي تعهدت بها ألمانيا ودول أخرى الأسبوع الماضي، لكن يمكن تسليمها خلال مدى زمني أقصر.
ويطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ مزيد من التدابير لمكافحة الفساد في أوكرانيا في ظل اعتقاد سائد بتفشي الكسب غير المشروع في إدارة البلاد، ويشدد التكتل على أن على أوكرانيا بناء سجل يتسم بالمصداقية.
ولهذا أعلن زيلينسكي عن إقالات وتحقيقات مع بعض المسؤولين خلال الأسبوعين الماضيين، وقال بوضوح إن وزارة الدفاع بحاجة إلى تطهير.
وذكر مسؤولون، أمس الخميس، أن السلطات تحقق مع مسؤولين عسكريين كبار في واقعتي اشتباه بالفساد. أعلن مكتب التحقيقات إلقاء القبض على مجموعة إجرامية بشبهة اختلاس أموال الدولة عن طريق القيام ببيع بيض ومواد غذائية أخرى لمسؤولين عسكريين بأسعار مبالغ فيها.
وداهمت السلطات هذا الأسبوع منزلي أحد أبرز مليارديرات أوكرانيا ووزير داخلية سابق، وأعلنت فتح تحقيق في ما قالت إنه فساد بقيمة مليار دولار في أكبر شركة ومصفاة نفط.