اجتماع متوتر و5 شروط حدّدتها السلطة لإعادة التنسيق الأمني.. كواليس لقاء بلينكن وعباس

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/02 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/02 الساعة 07:49 بتوقيت غرينتش
زيارة بلينكن للسلطة الفلسطينية لم تكن مثمرة - رويترز

كشف مصدر في الرئاسة الفلسطينية، لـ"عربي بوست"، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خصَّص الجزء الأكبر من زيارته لرام الله، لعقد لقاء منفرد مع الرئيس عباس، استمر لنحو ساعة كاملة.

كما عقد بلينكن اجتماعاً آخر موسعاً، جَمَعه بكل من حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية، ومدير جهاز المخابرات العامة للسلطة، اللواء ماجد فرج، ومدير المخابرات الأردنية، اللواء أحمد حسني، ومدير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، بحضور الرئيس الفلسطيني أبو مازن.

ولعل حضور مسؤولين أمنيين من الأردن ومصر يعطي انطباعاً بأن الملف الأمني كان متصدراً لجدول زيارة بلينكن إلى رام الله، وذلك في ضوء مخاوف هذه الدول من تداعيات قرار السلطة بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وما سيترتب عليه من نتائج قد تدفع الأمور إلى نقطة الانفجار.

وذكر المصدر المطلع أن اللقاء الأول بين بلينكن وعباس كان متوتراً للغاية، إذ أبدى عباس غضبه من عدم وجود رد أمريكي واضح على مطالبه الخمسة التي حدَّدها لإعادة التنسيق الأمني، وهو الهدف الأساسي من زيارة بلينكن.

وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في الشرق الأوسط، بدأها بزيارة القاهرة، ثم حلَّ ضيفاً على تل أبيب، ليلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، ليختم زيارته في رام الله بلقاء جمعه بالرئيس محمود عباس وفريقه المقرب منه، ليحتل التوتر الأمني المتصاعد صدارة النقاشات التي دارت بين بلينكن وعباس.

شروط عباس الخمسة لإعادة التنسيق الأمني

الشروط الخمسة التي وضعها عباس أمام بلينكن هي إفراج إسرائيل عن كامل أموال المقاصة المحتجزة لديها للجانب الفلسطيني، التي تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، ووقف أي مشاريع للاستيطان تنوي الحكومة الحالية تنفيذها، والتوقف عن اقتحام الجيش للمناطق (أ).

هذا إضافة إلى وضع حد لسياسات إسرائيل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأخيراً وضع جدول زمني محدد لافتتاح القنصلية الأمريكية في رام الله.

أما رد بلينكن على هذه المطالب فجاء في مؤتمره الصحفي عقب انتهاء هذه الزيارة، إذ أشار إلى أنه أوعز لكبار مسؤوليه في الخارجية بتشكيل فريق للحفاظ على الهدوء والاستقرار، وما إذا كان من الممكن البناء على خطوات عملية تعيد الهدوء للمنطقة.

غزة قصف إسرائيل
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس / الأناضول

خطة عمل قدَّمها عباس خلال زيارة بلينكن

فيما كشف مصدر في اللجنة المركزية لحركة فتح، لـ"عربي بوست"، أن الرئيس عباس وضع إطار عمل ناقشه في الاجتماع الأخير للقيادة الفلسطينية، الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023، وعرضه على مديري المخابرات الأردنية والمصرية قبيل اجتماعه مع بلينكن.

تتضمن خطة العمل- وفقاً للمصدر- وضع جدول زمني سقفه ستة أشهر كفترة اختبار، تتعهد من خلاله السلطة بمحاربة العنف والقضاء على الخلايا العسكرية في المخيمات، لوقف ذريعة إسرائيل باقتحام الضفة الغربية، وإعادة العلاقات الأمنية مع إسرائيل، ووقف جهود السلطة للانضمام للمنظمات الدولية، مقابل التزام إسرائيل بشروطها الخمسة.

إسرائيل ترفض شروط عباس

وسارع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى نفي أي نية لإسرائيل الإفراج عن أموال المقاصة التي تحتجزها، في ضوء زيارة بلينكن.

إذ أورد موقع مكور ريشون العبري، نقلاً عن سموتريتش، أن وزارته بصدد إعداد خطة لفرض سلسلة من العقوبات التي تشجع السلطة على تمويل الإرهاب، على حد وصفه.

أما شريكه في الائتلاف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فلم يضع أي اعتبار لزيارة بلينكن، بل سارع إلى إصدار أوامر للشرطة بهدم عشرات المنازل في حي سلوان بالقدس، والشروع في إجراءات انتقامية طالت الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي في غزة، قال لـ"عربي بوست"، إن "الصدام في المنطقة آتٍ لا محالة، وما زيارة بلينكن إلا محاولة لتأجيل هذا الصدام على الأقل لعدة أشهر، لحين استقرار الوضع في الإقليم، بما يصبّ في مصلحة إسرائيل".

وأضاف: لذلك جاء بلينكن لمحاولة جسّ نبض السلطة، فيما إذ كان قرارها بوقف التنسيق الأمني قراراً سياسياً أم رد فعل مؤقتاً".

وقال المتحدث: "لا يوجد لدى أمريكا ما تُقدمه للسلطة سوى التعهد بلجم إسرائيل عن سياساتها الحالية، وبالتالي فإن الأفق السياسي الذي تعول عليه السلطة بعودة أمريكا لإدارة مفاوضات السلام لن يتحقق في ظل وجود الحكومة اليمينية في إسرائيل".

يذكر أن زيارة بلينكن جاءت بعد أيام من شروع الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مجزرة في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، راح ضحيتها 10 شهداء فلسطينيين، وهو ما دفع السلطة الفلسطينية، تحت ضغط شعبي وفصائلي، لتعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل؛ ما أثار قلقاً أمريكياً عبّر عنه البيت الأبيض، من احتمال تصاعُد الأوضاع وتفجُّرها في الأراضي الفلسطينية.

تحميل المزيد