أفادت الصحافة الفنلندية بأن الشرطة لن تسمح بحرق الكتب المقدسة مثل القرآن الكريم بالأماكن العامة، في أخبار أسندتها إلى وكالة الأنباء الفنلندية، الإثنين 30 يناير/كانون الثاني 2023، بأن مجلس الشرطة الوطنية الفنلندية يعتبر حرق الكتب المقدسة "جريمة يعاقب عليها".
وقالت مسؤولة الشرطة الفنلندية فيسا بيهاجوكي، التي وردت آراؤها في الأخبار: "لو تم التخطيط لحرق المصحف، لكانت الشرطة قد أبلغت منظِّم المظاهرة مسبقاً أنه لن يُسمح له بذلك".
وذكرت الصحافة أن القانون الفنلندي عكس الدول الإسكندنافية الأخرى، يحمي "السلام الديني" ويمكنه أن يعاقب على انتهاكه.
حرق نسخة من المصحف
يأتي ذلك بعد حوادث متكررة شهدتها كل من السويد والدنمارك وهولندا، حيث أحرق السياسي الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف الشريف في الـ21 من الشهر الجاري، أمام السفارة التركية في السويد، وسط حماية مشددة من الشرطة، التي منعت اقتراب أي أحد منه في أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
والجمعة 27 يناير/كانون الثاني، قام بالودان بحرق المصحف أمام مسجد تابع لجمعية الجالية الإسلامية عقب انتهاء صلاة الجمعة في حي دورثيفج التابع لكوبنهاغن، وحاول استفزاز المصلين في المسجد.
وشهدت الحادثة استنكاراً واسعاً، فقد أصدر عدد من العواصم العربية والإسلامية إدانة شديدة، فيما أدانت وزارة الخارجية التركية بشدةٍ الحادثة، لافتة إلى أن هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه أوروبا في معاداة الإسلام والعنصرية.
"لا تتوقعوا أي مكرمة من أنقرة"
فيما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن أولئك الذين تسببوا في مثل هذا العار (حرق المصحف في السويد) أمام السفارة التركية في ستوكهولم، يجب ألا يتوقعوا أي مكرمة من أنقرة فيما يتعلق بطلبات العضوية في الناتو.
وتابع قائلاً: "إذا كانت (السويد) تحب كثيراً أعضاء التنظيم الإرهابي وأعداء الإسلام، فنوصيها بأن تلجأ إلى هؤلاء في الدفاع عنها"، واستطرد قائلاً: "لا يمتلك أي شخص حرية إهانة مقدسات المسلمين أو الأديان الأخرى".
والخميس 26 يناير/كانون الثاني، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، تأجيل عقد اجتماع ثلاثي مع السويد وفنلندا لمناقشة مساعيهما للانضمام لحلف شمال الأطلسي، قائلاً: "إنه لا يوجد معنى لعقد الاجتماع".
أضاف الوزير التركي، أن الأجواء الحالية تعيق عقد اجتماع من هذا النوع بشكل "سليم" ولذا تم تأجيله، مشيراً إلى أن السويد "لم تتخذ أي خطوات جادة لتنفيذ المعاهدة (الالتزامات)".
في الوقت ذاته، اعتبر أوغلو أن السويد "تزرع الألغام" على طريق عضويتها في حلف الناتو، لافتاً إلى أن الأمر متروك لها "لإزالة هذه الألغام"، بينما جدد اتهام أنقرة للسويد بالتعاون مع تنظيم حزب العمال الكردستاني.
فنلندا تفكر بنفسها بعد أزمة السويد
وأثارت هذه التطورات حفيظة فنلندا التي تتفاوض بجانب السويد مع تركيا بخصوص انضمامهما إلى حلف الناتو، حيث لا تزال أنقرة رافضةً عضويتهما في الحلف، وتربط ذلك بدعم البلدين لتنظيمات إرهابية.
لكن فنلندا أعربت مسبقاً عن استعدادها للتفاوض على حدة دون السويد، من أجل تسريع عملية الانضمام ونيل موافقة تركيا ثاني أكبر قوة في حلف الناتو.
وفي تصريحات له، الأسبوع الماضي، أعرب وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، أن على بلاده أن تدرس احتمال الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدون السويد.
في المقابل، أعلن أردوغان، أمس الأحد، أن بلاده يمكن أن تعطي فنلندا رسالة مختلفة تصيب السويد بصدمة بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفاً: "يمكن أن نعطي فنلندا رسالة مختلفة إذا لزم الأمر، وعندها سوف تصاب السويد بصدمة، ولكن يجب ألا ترتكب فنلندا الخطأ نفسه".
والإثنين، جددت فنلندا تأكيد أنها ما زالت تأمل الانضمام مع السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قبل قمة مرتقبة للتحالف في يوليو/تموز 2023، وسط الخلافات بين أنقرة وستوكهولم.