تواصل روسيا نقل نفطها إلى الأسواق العالمية، متحدية بذلك العقوبات الغربية التي فُرضت عليها في ديسمبر/كانون الأول 2022، بسبب الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال لجوئها إلى أساليب بديلة في النقل، كاستعانتها في إحدى الشركات الواقعة بالهند، التي تبحر بين البلدان محملة بالنفط الروسي.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، قالت الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023، إن الشركة الهندية التي استعانت بها روسيا، اسمها "غاتيك"، ويقع مكتبها الصغير في إحدى ضواحي مومباي، ولم يكن لديها ولو سفينة واحدة حتى عام 2022.
لكن بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، باتت الشركة تسيطر على 25 ناقلة، تعمل الآن بنقل النفط الخام الروسي على طول الطريق التجارية التي أنشئت حديثاً، إذ تُظهر بيانات ملكية السفن وخطوط التتبع، وصولها إلى البحر المتوسط وتركيا والهند.
أصبحت شركة "غاتيك" من بين أنشط الشركات الناشئة التي سارعت إلى حيازة ناقلات نفط قديمة، لتحل محل السفن التابعة للدول الغربية التي لم تعد تتعامل مع روسيا.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه وفقاً لمعلومات من مسؤولي شحن ووسطاء وبيانات تتبع السفن والملكية والتأمين، فإن هذا الأسطول الموازي يساعد موسكو في إيصال النفط الخام للمشترين في آسيا.
كذلك أكَّد شخص ردَّ على الهاتف في مكتب "غاتيك" للصحيفة، أن الشركة تدير نحو 25 ناقلة، وقال إنه كان موظفاً في شركة تنتمي إلى مجموعة الشركات نفسها التي تتبعها "غاتيك".
بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي، فإن شركة "غاتيك" تدير السفن وليست المالكة لها، ومع ذلك، فإن الشركات المسجل لها ملكية 20 ناقلة من هذه الناقلات تتخذ العنوان نفسه في مومباي مقراً لها.
في هذا الصدد، قال لارس بارستاد، الرئيس التنفيذي لشركة الناقلات Frontline Ltd: إن "سوق الشحن لطالما كانت قادرة على التكيف مع التغيرات السياسية".
من جانبهم، قال مسؤولو شحن روسي إن البلاد لا تواجه مشكلة في توافر الناقلات، إذ تشارك ناقلات أخرى من شركة فرعية يقع مقرها في دبي وتتبع شركة PAO Sovcomflot العملاقة المملوكة لروسيا.
أيضاً تعمل بعض شركات الشحن الغربية الكبرى، منها أكبر شركة شحن في اليونان، بنقل الخام الروسي أيضاً، مع الالتزام بالسقف السعري المحدد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022 ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن لروسيا أسطولاً غير مرئي من ناقلات النفط للتهرب من العقوبات، وذلك عن طريق نقل الشحنات من سفينة إلى أخرى.
كانت الكثير من شركات الناقلات قد قررت الابتعاد تماماً عن السوق الروسية بعد العقوبات الأوروبية والأمريكية على استيراد النفط الروسي وتحديد سقف لأسعاره، وصارت معظم صادرات النفط الروسي تُباع لمشترين من قارة آسيا، ما يتطلب إبحاره مسافات أطول بكثير من نقله إلى أوروبا.
يشير استمرار الصادرات الروسية بهذه الوسائل، إلى أن قيود سقف الأسعار تعمل على النحو المنشود، فقد حالت دون ارتفاع أسعار النفط بسبب الحظر الأوروبي، كما قللت قدرة موسكو على جني أرباح دولارية كبيرة من بيع النفط.
يقول ديفيد ويش، كبير الاقتصاديين في شركة Vortexa للتحليلات النفطية: "ليس لدينا مؤشر حقيقي على نقص في السفن المتاحة لنقل النفط، إلا أن المصاعب قد تظهر في المستقبل".
يأتي هذا فيما كشفت معلومات صادرة عن شركة Kpler لبيانات السلع الأساسية، أن روسيا في طريقها لتصدير 158 مليون برميل من خام النفط بحراً هذا الشهر.
يُعد هذا أحد أعلى معدلات التصدير في غضون 5 أشهر، إلا أنه لا يمثل إلا انتعاشاً جزئياً من انخفاض الشحنات بعد سريان العقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2022.
يُشار إلى أن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وثاني أكبر مصدر للنفط الخام بعد السعودية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.