نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، باتريك رايدر، الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023، ضلوع الولايات المتحدة في "هجوم المسيّرات" على مدينة أصفهان الإيرانية مؤخراً، مشيراً إلى أن إسرائيل تقف على ما يبدو وراء الهجوم، الذي وصفته إيران بالحادث "الجبان" الذي كان محاولة لزعزعة استقرار البلاد.
المتحدث باسم البنتاغون أكد أن الجيش الأمريكي لم يشارك في الضربات ضد إيران، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، بحسب وكالة رويترز.
وأعلنت إيران، في وقت سابق، أن 3 مسيرات رباعية من طراز "كوادكوبتر" مزودة بقنابل صغيرة، حلقت فوق مستودع الذخيرة التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، وحاولت استهدافه، إلا أن فرق الأمن المتواجدة في محيط المستودع، تمكّنت من إسقاط إحداها، بمساعدة أنظمة الاستشعار والمعدات التي بحوزتها، مضيفة أنه لم تقع إصابات أو أضرار جسيمة.
وكان المسؤولون الأمريكيون يشيرون إلى دور إسرائيلي في الهجوم الذي كانت صحيفة "The Wall Street Journal" الأمريكية، الأحد 29 يناير/كانون الثاني أول من أورد نبأ بشأنه، وذلك نقلاً عن عدة مصادر لم تذكرها بالاسم.
إذ قال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لرويترز، إن إسرائيل ضالعة في الهجوم على ما يبدو. وامتنع العديد من المسؤولين الأمريكيين الآخرين عن التعليق، بخلاف القول إن واشنطن لم تلعب أي دور.
محاولة لزعزعة الاستقرار في إيران
ولم تحمّل طهران أي جهة مسؤولية ما وصفه وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان بالهجوم "الجبان" الذي كان يستهدف إثارة "حالة من عدم الأمن" في إيران.
لكن التلفزيون الإيراني بث تصريحات للنائب حسين ميرزاعي قال فيها إن هناك "تكهنات قوية" بأن إسرائيل وراء ذلك.
وكان الهدف الرئيسي لضربة يوم السبت مستودعاً يقع خلف مركز تجاري في أصفهان، قالت إيران إنه مخزن ذخيرة. أظهر مقطع فيديو للانفجار نشره شهود على وسائل التواصل الاجتماعي انفجاراً صغيراً فوق مبنى بدا أنه تسبب في أضرار طفيفة.
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم نشرها يوم الأحد أضراراً طفيفة للمبنى، وقال رونين سولومون، محلل استخباراتي مستقل ومؤلف مدونة Intelli Times، إن الحجم الصغير للانفجار يشير إلى أن الهدف لم يكن مخزناً للذخيرة. وبدلاً من ذلك، قال: ربما كان مختبراً أو موقعاً لوجستياً عسكرياً.
مصنع عسكري في أصفهان
وقالت وزارة الدفاع الإيرانية، في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "في حوالي الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي مساء السبت تم تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيرة على أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة".
وأضاف بيان الوزارة: "أصاب الدفاع الجوي واحدة من (الطائرات المسيرة).. ووقعت الطائرتان الأخريان في فخاخ دفاعية وانفجرتا. ولحسن الحظ لم يتسبب هذا الهجوم الفاشل في خسائر في الأرواح وألحق أضراراً طفيفة بسقف المصنع".
وتابع البيان: "الهجوم لم يؤثر على منشآتنا ومهماتنا.. ولن يكون لمثل هذه الإجراءات العمياء تأثير على استمرار مسيرة تقدم البلاد".
في نبأ منفصل، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء في وقت مبكر من صباح الأحد أن حريقاً هائلاً نشب في مصنع لزيوت المحركات في منطقة صناعية قرب مدينة تبريز في شمال غرب البلاد. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن سبب الحريق.
الصراع على الملف النووي
ووقع الانفجار وسط تصاعد للتوتر مع الغرب بسبب ملف إيران النووي وتزويدها لروسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، إضافة إلى قمع مظاهرات مناهضة للحكومة مستمرة منذ أشهر.
وتقع الكثير من المواقع النووية الإيرانية في إقليم أصفهان من بينها نطنز، الذي يقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. واتهمت إيران غريمتها إسرائيل بتنفيذ عملية تخريبية في هذا الموقع في 2021. ووقع عدد من الانفجارات والحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية.
وأصيبت المحادثات بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 بالجمود منذ سبتمبر/أيلول. وكانت إيران قد وافقت بموجب ذلك الاتفاق على أن تحد من عملها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وانسحبت واشنطن من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
فيما اعترفت إيران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها تقول إنها وصلتها قبل أن تبدأ موسكو غزو أوكرانيا العام الماضي. وتنفي موسكو استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، رغم إسقاط عدد منها وانتشال بقاياه هناك.
كما تواجه طهران اضطرابات داخلية في الأشهر القليلة الماضية، إذ قابلت السلطات الإيرانية احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة بالعنف والقمع، وهي مظاهرات خرجت بعد وفاة شابة كردية إيرانية، وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق التي أوقفتها بسبب ما قالت عن مخالفتها لقواعد الملبس في البلاد.