فكّكت إدارة الشرطة في مدينة ممفيس، بولاية تينسي الأمريكية، وحدة خاصة ينتمي إليها خمسة أفراد شرطة، اتُّهموا بتوجيه ضرب مبرح أفضى إلى موت أمريكي أسود، يُدعى تاير نيكولز، وذلك في وقت نظم فيه أمريكيون المزيد من الاحتجاجات في مدن أمريكية، بعد يوم من نشر فيديو مفزع للهجوم.
إدارة الشرطة قالت في بيان إنها أوقفت نشاط وحدة "سكوربيون" الخاصة، بعدما تحدث قائد الشرطة مع أفراد في عائلة نيكولز وقيادات محلية ومسؤولين آخرين، وأكد متحدث باسم الشرطة أن رجال الشرطة الخمسة كانوا أعضاء في الوحدة.
مقاطع فيديو التقطتها كاميرات تابعة للشرطة، وكاميرا مثبتة على أحد الأبراج، أن نيكولز (29 عاماً) صرخ مراراً قائلاً "أمي"، بينما انهال عليه رجال الشرطة بالركل واللكم والضرب بهراوة، يوم 7 يناير/كانون الثاني 2023، بعدما أوقفوه بسبب مخالفة مرورية، ونُقل الشاب للمستشفى وفارق الحياة بعد ذلك بثلاثة أيام متأثراً بجراحه.
أفراد الشرطة الضالعون في الواقعة، وكلهم من أصحاب البشرة السوداء، واجهوا اتهامات بالقتل والهجوم والخطف وغيرها، وجرى فصلهم جميعاً من إدارة الشرطة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
من جانبها، عبّرت أسرة نيكولز ومسؤولون عن غضبهم وحزنهم، لكنهم حثوا المحتجين على التزام السلمية، واستجابت المظاهرات إلى هذه الدعوة إلى حد بعيد يوم الجمعة الفائت، وخرجت احتجاجات متفرقة في ممفيس، حيث أغلق المتظاهرون طريقاً سريعاً لفترة وجيزة.
كذلك احتشد مئات المحتجين في متنزه "واشنطن سكوير بارك"، بولاية نيويورك، قبل أن يخرجوا في مسيرة بحي مانهاتن، فيما قال البيت الأبيض إن كبار موظفيه عرضوا على رؤساء بلديات أكثر من 12 مدينة، من بينها أتلانتا وشيكاغو وفيلادلفيا تقديم مساعدة فيدرالية في حال خروج تظاهرات.
الحادثة استدعت تعليقاً من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال إنه يشعر بـ"غضب وألم شديد" بسبب تلك المشاهد، مضيفاً أنها "ستجعل غضب الناس مبرراً"، وكرر دعوته إلى المتظاهرين للبقاء مسالمين، قائلاً "من يسعون للعدالة يجب ألا يلجأوا إلى العنف أو التخريب".
كان محامي عائلة الشاب الأمريكي، بنجامين كرامب، قد اتهم الشرطة بمحاولة التستر على أفعال بعض عناصرها، مشدداً على أن نيكولز لم ينتهك قواعد المرور أو يمسك بنادق العناصر، كما تقول الشرطة.
كرامب قال في تصريح لقناة "إم إس إن بي سي"، صباح السبت 28 يناير/كانون الثاني 2023: "هذا استنتاجنا بعد مشاهدة الفيديو عدة مرات، لم يكن يحاول قط أخذ بنادق هؤلاء الشرطيين".
كذلك اعتبر كرامب أن مقتل نيكولز يعكس ثقافة إفلات الشرطة من العقاب في قضايا الاعتداء على الأشخاص غير البيض في الولايات المتحدة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تُعد وفاة نيكولز أحدث واقعة لاستخدام الشرطة للقوة المفرطة مع السود وأبناء الأقليات الأخرى، وأعاد قتل نيكولز للأذهان قتل الشرطة للأمريكي جورج فلويد في عام 2020، بعدما ظل ضابط شرطة من منيابوليس جاثماً بركبته على رقبته لأكثر من تسع دقائق، وأثارت الواقعة احتجاجات في أمريكا وعلى مستوى العالم، تندد بانعدام المساواة بين الأعراق.