بلينكن يصل إلى القاهرة في مستهل جولة تضم الأراضي الفلسطينية.. توتر القدس وإيران وأوكرانيا على جدول المباحثات

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/29 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/29 الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - رويترز

وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة، الأحد، 29 يناير/كانون الثاني 2023، في مستهل جولة بالشرق الأوسط تستمر 3 أيام، تتزامن مع تزايد التوتر في الأراضي الفلسطينية،  فيما يتضمن جدول أعمال الزيارة مناقشة قضايا إيران والحرب في أوكرانيا.

بعد القاهرة سيتوجه أنتوني بلينكن، الإثنين، إلى القدس، حيث تثير الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو مخاوف في الداخل والخارج حول مستقبل القيم العلمانية في إسرائيل، ومحادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين.

وقُتل 7 إسرائيليين في إطلاق نار بالقدس الجمعة، في أعنف هجوم شهدته إسرائيل منذ عام 2008، وذلك بعد مداهمة إسرائيلية مدينة جنين بالضفة الغربية، الخميس، أسفر عن 9 شهداء.

وسيكرر بلينكن في محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تضم أحزاباً قومية متطرفة، تسعى لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية، دعوات الولايات المتحدة للتهدئة، وسيؤكد دعم واشنطن لحل الدولتين، رغم أن المسؤولين الأمريكيين يقرون بأن إجراء محادثات سلام على مدى أطول أمر غير مرجح في المستقبل القريب.

وسيتوجّه أنتوني بلينكن أيضاً إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين وأعضاء في المجتمع المدني.

واقترحت حكومة نتنياهو تعديلاً شاملاً للقضاء، سيعزز السيطرة السياسية على تعيين القضاة، بينما سيضعف من قدرة المحكمة العليا على إلغاء التشريعات أو إصدار أحكام ضد إجراءات الحكومة. وتسببت تلك المقترحات في خروج مظاهرات حاشدة في الشوارع ضد ما يصفه المحتجون بأنه تقويض محتمَل لاستقلال القضاء.

وقالت باربرا ليف، كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، التي قدمت إفادة للصحفيين قبل زيارة أنتوني بلينكن "إنه لمقياس واضح لمدى حيوية الديمقراطية أن ذلك الأمر تجري مناقشته ومعارضته في كل شرائح المجتمع الإسرائيلي". وأضافت أن بلينكن سيسمع من شخصيات داخل الحكومة وخارجها  بشأن تلك الإصلاحات المقترحة.

وتابعت ليف قائلة إن الزيارة ستبني أيضاً على جهود سابقة سعت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. ولا يشمل ما يسمى بمنتدى النقب أي أطراف فلسطينية، ويعقد بمشاركة مسؤولين من دول بالمنطقة، منها مصر، ويناقش ملفات مثل التعاون الاقتصادي والسياحة.

أوكرانيا وإيران 

ستكون الحرب الروسية المستمرة منذ 11 شهراً في أوكرانيا أيضاً على جدول الأعمال. وطلبت أوكرانيا، التي تلقت كميات كبيرة من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا، من إسرائيل إمدادها بأنظمة لإسقاط الطائرات المسيّرة، بما في ذلك التي تصنعها إيران، الخصم الإقليمي لإسرائيل.

وترفض إسرائيل الاستجابة لهذه الطلبات. ورغم أنها تدين الغزو الروسي، فقد قصرت الدعم على المساعدات الإنسانية ومعدات الحماية، وترجع ذلك لرغبتها في استمرار التعاون مع موسكو بشأن جارتها سوريا التي مزقتها الحرب، إلى جانب الحرص على ضمان سلامة يهود روسيا.

كما ستدور مناقشات بين الدبلوماسيين حول برنامج إيران النووي في ظل تعثر جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وغياب أي خطة بديلة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

مصر وحقوق الإنسان

قالت ليف إن أنتوني بلينكن سيلتقي في القاهرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري؛ لتعزيز "شراكة واشنطن الاستراتيجية" مع مصر وتعزيز التعاون في القضايا الإقليمية مثل المرحلة الانتقالية في السودان والانتخابات في ليبيا.

كما سيتعرض أنتوني بلينكن لضغوط لطرح المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.

ومنعت إدارة بايدن ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية لمصر؛ لفشلها في تلبية شروط حقوق الإنسان، على الرغم من أن جماعات الدفاع ضغطت من أجل حجب المزيد، قائلة إن انتهاكات واسعة النطاق تقع بما في ذلك التعذيب والاختفاء القسري.

لا تزال معظم المساعدات العسكرية الأجنبية التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار، والتي ترسلها واشنطن إلى مصر كل عام كما هي، وقد عزت الولايات المتحدة الفضل لحكومة السيسي في إحراز تقدم في مجال الاعتقالات السياسية.

وقال السيسي، الذي أصبح رئيساً في 2014، إن مصر لا تحتجز سجناء سياسيين ويقول إن الأمن أمر بالغ الأهمية وأن الحكومة تعزز حقوق الإنسان من خلال العمل على توفير الاحتياجات الأساسية، مثل الوظائف والسكن.

تحميل المزيد