تعتزم روسيا تحويل أربع مناطق محتلة في أوكرانيا إلى توقيت موسكو، وهذا التغيير رمزي أكثر من كونه عملياً، إذ يسلط الضوء على محاولة الكرملين تعزيز سيطرته على المناطق التي ضمها بشكل غير قانوني، بحسب صحيفة The New York Times الأمريكية.
إذ قالت وزارة الصناعة والتجارة الروسية في بيان، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، إن المناطق الأربع- دونيتسك وخريسون ولوغانسك وزاباروجيا- ستتحول إلى توقيت موسكو "في المستقبل القريب"، في إطار عملية "المزامنة التدريجية مع الهيئة التشريعية الروسية". وموسكو تسبق هذه المناطق بساعة واحدة في الوقت الحالي.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أنه رغم أن موسكو معروفة باهتمامها القديم بالتوقيتات الزمنية، وتعتز بتقسيماتها الـ11، وتعتبرها فخراً وطنياً، غير أنه لا مبرر منطقياً لهذا العدد الكبير من التقسيمات، وفقاً لما يقوله خبراء، وتعددها قد ينتج عنه مفارقات عبثية، خاصة في أقصى شرقها.
حملات "الترويس"
كما أوضحت الصحيفة أنه ربما كان متوقعاً أن يسعى الكرملين إلى التلاعب بالمناطق الزمنية في أوكرانيا، في إطار حملات "الترويس"، خلال الحرب التي كان من أبرز مظاهرها إجبار المعلمين على استخدام منهج روسي، وتعيين مسؤولين روس محل الأوكرانيين، وتغيير العملة الأوكرانية إلى الروبل وإصدار جوازات سفر روسية.
ويوم الخميس، 26 يناير/كانون الثاني، قال ميخائيل ميشوستين، رئيس الوزراء الروسي، إن المناطق الأربع ستكون جزءاً من نظام التأمين الاجتماعي الروسي، الذي يمنح العاملين أموالاً حين يمرضون أو يُصابون بإعاقة. وفي اليوم نفسه، وافق البرلمان الروسي على مشروع قانون لدمج مدارس وجامعات هذه المناطق في نظام التعليم الروسي.
غير أنه لم يتبين بعد المساهمة التي سيقدمها تغيير التوقيت في كسب قلوب وعقول الأوكرانيين، في الوقت الذي يرفض فيه الروس أنفسهم هذه التغييرات.
فعام 2009، اقترح ديمتري ميدفيديف، رئيس روسيا آنذاك، إلغاء بعض المناطق الزمنية في روسيا، في إطار مساعيه لعصرنة روسيا، لكن مقترحه انتهى إلى اللاشيء.