ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بصورة لسيدة ملقاة على الأرض، قال ناشروها إنها لسيدة جزائرية، تدعى فلة بورسالي، وُجدت في حالة يُرثى لها صباح يوم بارد، وتم نقلها إلى المستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بسبب البرد.
الصورة لقيت تفاعلاً كبيراً وغضباً زاد بعد أن تم الكشف عن هوية السيدة المتوفاة، وهي الدكتورة الجزائرية فلة بورسالي، التي عُثر عليها على الرصيف بأحد شوارع مدينة عنابة شرق الجزائر، مما استدعى السلطات المحلية إلى إصدار بيان توضح فيه ملابسات الوفاة.
وفاة الدكتورة فلة بورسالي
بينما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنه عُثر على السيدة السبعينية ملقاة على الأرض في الشارع وسط مدينة عنابة، الأحد 22 يناير/كانون الثاني 2023، حيث قام مواطنون بالإبلاغ عن حالتها لمصالح الحماية المدنية الذين وجدوها في حالة احتضار، ونقلوها إلى المستشفى حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.
بعد التأكد من هوية المرأة، اكتُشف أنها دكتورة جامعية في تخصص البيولوجيا وتملك شهادة مرموقة من جامعة السوربون الفرنسية، وكانت تعمل رئيسة مصلحة في مجمع للدواجن، كما عملت في عدة مخابر وطنية.
الأستاذة فلة بورسالي، حاصلة على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة عنابة، والتي درّست بها عاماً ثم سافرت إلى فرنسا لإكمال دراستها. ولظروف خاصة عادت إلى الجزائر من دون أن تكمل الدكتوراه، وكانت تعاني من اضطرابات نفسية.
فجّرت هذه القصة جدلاً كبيراً بعد أن اعتقد البعض أن الأستاذة كانت بلا مأوى رغم شهاداتها ومستواها العلمي الكبير، وتساءل كثيرون عن أسباب ترك السيدة بالشارع في هذه الظروف الجوية القاسية، حيث تصل درجات الحرارة ليلاً إلى الصفر.
سلطات عنابة توضح
اضطر والي عنابة أمام ضغط الأسئلة إلى إصدار بيان نفى فيه ما تم تداوله على مواقع التواصل، عن كون بورسالي مشردة ولا تملك مسكناً.
حيث ذكر أن كل الأخبار ومقاطع الفيديو المتداولة عبر فيسبوك والتي روجت لوفاة سيدة من فئة "الأشخاص بدون مأوى" بسبب موجة البرد "مغلوطة"، مؤكداً أن الضحية "ب. ف" الأستاذة الجامعية المتقاعدة تمتلك سكناً خاصاً.
كما أبرز الوالي أن الاستاذة كانت تعاني من اضطراب عقلي، ما يجعلها تغادر من حين إلى آخَر منزلها إلى أن وافتها المنية في أحد شوارع المدينة.
فيما نفى تقصير مصالحه، مؤكداً أن اللجنة الولائية المكلفة بالأشخاص دون مأوى تبقى مجندة وتباشر دورياتها يومياً، خاصة في الفترات الليلية للتكفل بهذه الشريحة من المجتمع.
غضب بين الجزائريين
رغم بيان والي مدينة عنابة، فإن الغضب اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، وندد نشطاء بالنهاية المأساوية للدكتورة الجزائرية خريجة جامعة السوربون.
حيث كتب شوقي بن زهرة على تويتر: "هذا هو مصير الكفاءات في الجزائر تحت حكم نظام فاسد، فهذه السيدة فلة بورسالي خريجة جامعة السوربون في فرنسا عادت للتدريس بالجامعة فانتهى بها الأمر متشردة في شوارع عنابة، وبعد سنوات من العيش في العراء دون أن يتحرك أحد للتكفل بحالتها توفيت بسبب البرد".
بينما كتب حساب آخر: "هكذا يموت الجزائري في بلاد الشان، فلة بورسالي أستاذة جامعية من عنابة، متحصلة على عدة شهادات عليا من الخارج، رجعت لتخدم الوطن، فصارت دون مسكن، أصيبت عقلياً… وهذه نهايتها!".