لوّح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، مساء الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، بحرب جديدة على قطاع غزة، قائلاً إن جميع الخبراء الذين تحدث معهم أبلغوه أن عملية "حارس الأسوار 2" على الأبواب، وذلك في إشارة إلى العدوان الذي وقع على قطاع غزة في مايو/أيار 2021.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده بن غفير مع مدير عام الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
بن غفير قال في بداية كلامه إن "السيناريو الذي أسمعه من معظم المهنيين في هذه الوزارة، وفي الشرطة، وحرس الحدود والجيش الإسرائيلي، هو أن حارس الأسوار على الأبواب".
أضاف بن غفير أنه "في مواجهة مثل هذه السيناريو (حارس الأسوار) هناك حل واحد، هو تعزيز الشرطة الإسرائيلية وإنشاء حرس وطني".
كذلك دعا بن غفير الذي يترأس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) الإسرائيليين إلى التطوع، وقال إن "الحرس الوطني يدعوكم للحضور والتطوع. هذا اليوم يوم بشرى لمواطني إسرائيل"، بحسب تعبيره.
كشف بن غفير أيضاً أن "عدد عناصر الشرطة التي استقالت العام الماضي وصل إلى 1030″، مرجعاً ذلك إلى "ضعف الرواتب"، ووعد بزيادة رواتب الشرطة بين 20 إلى 40%.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، إن خطة بن غفير تهدف لتعزيز صفوف الشرطة بـ4 آلاف عنصر جديد، وإقامة وحدة متطوعين يبلغ عدد أفرادها عشرة آلاف.
في السياق ذاته، نقلت الهيئة عن شبتاي قوله إن "الميزانيات الجديدة ستسمح للشرطة بتحسين قدراتها".
كان شبتاي قد انتقد علناً في السابق تشريعاً يمنح بن غفير سيطرة متزايدة على قوات الشرطة، بدعوى أن هذه الخطوة ستقوض ثقة الجمهور في القوة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "بعد سلسلة من المواجهات العلنية، أفادت تقارير بأن بن غفير هدد بإقالة شبتاي من منصبه خلال أيام من توليه منصب وزير الأمن القومي، لكن في وقت لاحق، قال بن غفير لوسائل الإعلام العبرية إنه ليس لديه أي نية لإقالة شبتاي".
كان قطاع غزة قد شهد يوم 10 مايو/أيار 2021 بداية عدوان استمر 11 يوماً، وتخلله قصف إسرائيلي عنيف، قابلته الفصائل الفلسطينية المسلحة بإطلاق أكثر من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، وذلك بعد اقتحام القوات الإسرائيلية لحي الشيخ جراح وباحات المسجد الأقصى بالقدس الشرقية.
تميزت هذه المواجهة بغليان في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، ومواجهات عنيفة داخل أراضي عام 1948، لاسيما في المدن الإسرائيلية المختلفة بين السكان العرب من جهة والشرطة الإسرائيلية ومتطرفين يهود من جهة أخرى.
كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد قالت إن مجمل الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل نتيجة العدوان على غزة، في مايو/أيار 2021، يقدر بنحو 7 مليارات شيكل، أي 2.14 مليار دولار.
يُعد بن غفير أحد أكثر الوجوه تطرفاً في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تضم أحزاباً من أقصى اليمين القومي والديني، وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، ما أدى إلى إدانات فلسطينية وعربية وإسلامية وانتقادات دولية.