فرضت كوريا الشمالية إغلاقاً لمدة خمسة أيام، في العاصمة بيونغ يانغ، بسبب ارتفاع الإصابات بـ"مرض تنفسي" لم يُحدد، وطُلب من السكان أن يلتزموا منازلهم، في إجراء يبدو أنه الأول من نوعه الذي يُتخذ على مستوى المدينة، منذ أن أعلنت البلاد "انتصارها" على جائحة كورونا، في أغسطس/آب 2022.
موقع "إن كاي نيوز" ومقره سيول (عاصمة كوريا الجنوبية)، قال نقلاً عن وثيقة حكومية، إن سكان بيونغ يانغ تلقوا أمراً بالتزام منازلهم، بدءاً من يوم الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023، وحتى الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023، كما طُلب منهم أن يأخذوا حرارة أجسامهم مرات عدة في اليوم.
لفت الموقع الكوري إلى أن الإخطار لم يُشر إلى فيروس كورونا، فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن "النص يؤكد أن الزكام هو من بين الأمراض الجديدة التي تنتشر حالياً في العاصمة".
كان الموقع قد أفاد نقلاً عن مصادر في بيونغ يانغ، الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، أنه يبدو أن سكان أكبر مدينة في كوريا الشمالية يتموّنون تحسّباً لإغلاق محتمل.
لم يُعرف ما إذا كانت هناك مدن أخرى معنية بتدابير إغلاق مماثلة، ولم تعلن وسائل الإعلام الرسمية تدابير جديدة، بحسب الوكالة الفرنسية.
في حين ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني 2023، أن مدينة كايسونج، القريبة من الحدود مع كوريا الجنوبية، كثّفت من الحملات الشعبية "حتى يلتزم جميع العاملين بقواعد مكافحة الوباء طواعية في عملهم وحياتهم".
يأتي هذا فيما تتعرض شبه الجزيرة الكورية حالياً إلى ما يصفه علماء الأرصاد الجوية بموجة برد سيبيرية، وتصل الحرارة في بيونغ يانغ إلى 22 درجة مئوية تحت الصفر.
كذلك تواجه الصين، المجاورة لكوريا الشمالية وشريكها التجاري الأساسي، موجة إصابات بفيروس كورونا، منذ أن أنهت العمل بسياسة "صفر كوفيد" الصارمة.
كانت كوريا الشمالية قد أغلقت حدودها منذ بدء تفشي وباء كوفيد، لكنها تسمح ببعض المبادلات مع الصين، وأعلنت بيونغ يانغ تسجيل أول إصابة بكوفيد-19 على أراضيها، في مايو/أيار 2022.
لم تؤكد بيونغ يانغ عدد المصابين بالفيروس، لشحّ المستلزمات الخاصة بإجراء فحوصات على مستوى البلاد فيما يبدو، لكنها أفصحت عن عدد من يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة، والذي ارتفع إلى 4.77 مليون شخص من بين سكانها، البالغ عددهم نحو 25 مليوناً، ولم تعلن كوريا الشمالية عن حالات من هذا القبيل، منذ 29 يوليو/تموز 2022.
من جانبها، تُشكك منظمة الصحة العالمية، منذ وقت طويل، في إحصاءات بيونغ يانغ بشأن كوفيد، وبتأكيد السلطات أن الوباء تحت السيطرة.
يوجد لدى كوريا الشمالية أحد أسوأ أنظمة الصحة في العالم، بحسب خبراء، إذ إن مستشفياتها غير مجهّزة بشكل كافٍ، وتتضمن عدداً قليلاً من وحدات العناية الفائقة، ولا تملك علاجات لكوفيد-19.
الوكالة الفرنسية نقلت عما قالت إنها مصادر متخصصة، قولها إن بيونغ يانغ لم تلقّح سكانها، البالغ عددهم 25 مليون نسمة، فيما تشير معلومات أخرى إلى أنها تلقّت لقاحات من الصين.