تنطلق الدورة الرابعة والخمسون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023، وسط ترقب من هواة القراءة والاطلاع ومن دور نشر الكتب على حد سواء، بسبب ارتفاع أسعار الكتب وكذلك مواد الطباعة التي تضاعف سعر بعضها بشكل كبير مقارنة بعام 2022.
يقول سليم صلاح (33 عاماً)، الذي يعمل محاسباً في إحدى الشركات واعتاد الذهاب إلى المعرض سنوياً منذ أن كان في العاشرة من عمره: "بحثت عن أسعار بعض الكتب التي صدرت حديثاً، وكنت أنوي شراءها في أثناء المعرض لكن فوجئت بأسعار خيالية، كتاب واحد منها وجدت ثمنه 270 جنيهاً، بينما في المعتاد كان يتراوح سعر الكتاب بين 70 و80 جنيهاً، وأحياناً يصل إلى 100 أو 120 على الأكثر".
أضاف: "أهوى الروايات والكتب التاريخية، لكن اقتناء كل ما أريد يحتاج إلى ميزانية قد تصل إلى آلاف الجنيهات وأنا ميزانيتي لا تتجاوز الألف جنيه، في ظل الظروف الحالية، لأن الحياة أولويات، لذلك أخطط لأكثر من جولة في المعرض قبل حسم قرار الشراء"، وقال: "حتى اصطحاب أولادي إلى المعرض سيكون مشكلة، لأني اعتدت شراء كتب تلوين وقصص لهم كل عام، ولا أعرف ما إذا كانت الميزانية ستسمح بتلبية طلباتهم أم لا".
تأثير سعر الدولار على تكلفة الطباعة والكتب
في حين تحرك سعر الصرف الرسمي للجنيه المصري مؤخراً إلى ما يقرب من 30 جنيهاً مقابل الدولار مقارنة مع مستوى 15.70 تقريباً الذي ظل مستقراً منذ 2020 وحتى الحادي والعشرين من مارس/آذار 2022.
يفسر رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، ارتفاع أسعار الكتب قائلاً: "مستلزمات الإنتاج أصبحت مكلفة للغاية، الورق ارتفع سعره ثلاثة أضعاف، خاصة في مصر، وفي بعض البلاد ضعفين، لذلك.. الناشر ليس له ذنب في ارتفاع سعر بيع الكتاب".
أضاف: "أدعو الصحفيين ووسائل الإعلام إلى حث الجميع على زيارة معرض القاهرة، لأن هذا تأكيد لأهمية المعرض بوصفه أكبر معرض في المنطقة، ومن جانب آخر هو حماية لصناعة النشر التي لا تلقى أي دعم حقيقي، لأن معظم الدول العربية لا تصنفها باعتبارها صناعة مستقلة".
يشارك في المعرض الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب ويمتد حتى السادس من فبراير/شباط، بمركز مصر للمعارض الدولية، 1047 ناشراً من 53 دولة.
حلول للتغلب على أزمة ارتفاع أسعار الكتب
في ظل حوار مستمر عبر منصات التواصل الاجتماعي عن أسعار الكتب بدأت بعض الحلول تلوح في الأفق للتغلب على المشكلة، وتسابقت صفحات خاصة بهواة القراءة في تقديم مقترحات.
قدم عمرو المعداوي، مؤسس قناة (الروائي) على يوتيوب، بعض النصائح لمتابعيه، منها التعرف على أسعار الكتب عبر المنصات الإلكترونية قبل الذهاب للمعرض والبحث عن أصدقاء لهم ذائقة قرائية مشابهة ووضع قائمة مشتريات مشتركة من المعرض ثم تبادل الكتب لاحقاً.
كما نصح بشراء الطبعات القديمة من الكتب، لأن سعرها سيكون أقل من مثيلاتها الأحدث، لكنه رغم ذلك حث القراء على الذهاب للمعرض في كل الأحوال، قائلاً: "اوعى بسبب ظروف مؤقتة تستبعد حاجة بتفرحك بقالها سنين، تنتظرها من السنة للسنة، تعودت عليها، وبتكسر بها روتين يومك".
مثله الشاعر والناقد سيد محمود الذي كتب على صفحته بفيسبوك: "أكرر الدعوة للأصدقاء لحث الناس على زيارة معرض الكتاب، بلاش بوستات إحباط وإعلان فلس، كل الناس عندها مشاكل لكن دا مش مبرر إنك تكون سبب في تكاسل فرد عن حضور حدث له أبعاد اقتصادية وثقافية وسياسية".
أضاف: "في ناس كتير شغلها مرتبط بكل جنيه جاي من كتاب، علشان كده قول للناس: روحوا واللي ربنا يقدره يشتري ولو كتاب واحد، هيئة قصور الثقافة فيها كتب حلوة ولسه بخمسة جنيه".
إتاحة تقسيط قيمة المشتريات
أما اتحاد الناشرين المصريين فقدم حلولاً أكثر عملية من خلال الإعلان عن إتاحة تقسيط قيمة المشتريات من المعرض عبر بطاقات الائتمان عبر أحد البنوك الوطنية على مدى ستة أشهر وحتى سنة.
قال سعيد عبده رئيس الاتحاد، إنه بجانب إتاحة تقسيط الكتب لرواد المعرض يقدم الاتحاد تسهيلات كبرى لأعضائه من الناشرين من خلال مبادرة لطبع الكتب بالتقسيط أيضاً ومبادرات أخرى تهدف إلى تحريك السوق.
رغم ترحيب عدد كبير من هواة القراءة بمبادرة التقسيط، ما تزال ثمة تخوفات بشأن تفاصيلها وهو ما لخصه الصحفي جورج أنسي بقوله: "أرحب بهذه المبادرة جداً، لأن أسعار الكتاب أصبحت غير طبيعية؛ وبالتالي هذا حل عملي لكن تخوفي الرئيسي من سعر الفائدة على التقسيط، لأن لو الفائدة عالية فلا معنى للأمر برمته".
أضاف: "هناك نقطة أخرى قد تقلل من حجم الاستفادة من المبادرة وهي أن التقسيط يتم من خلال بطاقات الائتمان وليست بطاقات الخصم المباشر البنكية، وهناك فرق كبير بينهما، وهو ما يعني أن أصحاب النوع الثاني من البطاقات- وأنا واحد منهم- لن ينتفعوا من المبادرة".