دعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الأربعاء 18 يناير/كانون الثاني 2023، الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى التعامل بجدية لتسوية الصراع مع الفلسطينيين، فيما قال إنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء الحرب في اليمن.
وخلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال الوزير السعودي إن "الحكومة الإسرائيلية ترسل بعض الإشارات التي ربما لا تبشر بجدية تسوية الصراع مع الفلسطينيين".
مع ذلك، أعرب الوزير السعودي عن آماله في أن ترى الحكومة الإسرائيلية أن حل الصراع سيكون في مصلحة إسرائيل والمنطقة ككل.
الحرب في اليمن
كما قال وزير الخارجية السعودي إنه يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن، التي تقود الرياض فيها تحالفاً عسكرياً، لكنه أضاف أن هناك المزيد ينبغي فعله وضمن ذلك إعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وجلب اتفاق هدنة توسطت فيه الأمم المتحدة لأول مرة، في أبريل/نيسان 2022، وانقضى أجله في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أطول فترة هدوء نسبي في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات بين التحالف الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، خلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الصراع المستمر منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية، وأن هذا يجب أن يكون محور التركيز، مشيراً إلى أن بالإمكان القول إن هناك تقدماً يُحرز لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.
ومضى قائلاً إن المطلوب الآن هو إيجاد طريقة لإعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه أشار إلى أن إمكانية حدوث ذلك أمر غير واضح الآن، وأن هناك عقبات كبيرة في الطريق.
وتدعم الرياض الحكومة اليمنية المعترف بها، والتي أطاح بها الحوثيون من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014، وتسعى للخروج من الحرب المكلفة التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية وخيمة، كما أنها مصدر للتوتر مع الولايات المتحدة.
واستأنفت السعودية والحوثيون المحادثات المباشرة التي سهلتها سلطنة عمان في أعقاب الهدنة الأولية. وتسعى الرياض لبناء علاقات مع الجماعة، التي تمسك بزمام السلطة فعلياً في شمال اليمن وتسيطر على مساحات شاسعة من الحدود مع السعودية.
وشدد هانس غروندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الذي يضغط من أجل هدنة موسعة، على الحاجة إلى نهج شامل وكامل من أجل الوصول إلى حل سياسي مستدام.
وفي الجلسة نفسها، قال غروندبرغ إن انعدام الثقة ما زال قائماً، وإن إنهاء الحرب ليس أمراً سهلاً، وأضاف مستدركاً: "لكن تم اتخاذ خطوات جادة في الآونة الأخيرة، وهذا شيء نحتاج جميعاً للبناء عليه".
ومضى قائلاً: "نحن في لحظة لدينا فيها فهم لكيفية إنهاء الصراع. ستكون هناك دائماً خلافات حول كيف وماذا ينبغي التفاوض بشأن التفاصيل".