طلب رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي جيمس كومر، الأحد 15 يناير/كانون الثاني 2023، الحصول على سجلات زوار منزل الرئيس جو بايدن في ولاية ديلاوير، وذلك بعد العثور على وثائق سرية في مكتبه ومرآب سياراته.
وقال كومر الذي ينتمي للحزب الجمهوري في رسالة إلى رون كلين، كبير موظفي البيت الأبيض تحمل تاريخ الأحد: "من دون قائمة بالأفراد الذين زاروا مقر إقامته، لن يعرف الشعب الأمريكي مطلقاً من أمكنه الوصول إلى هذه الوثائق الشديدة الحساسية".
ويسعى الجمهوريون إلى مقارنة قضية وثائق بايدن، وبعضها يعود لفترة عمله كنائب للرئيس، مع تلك الخاصة بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي يواجه تحقيقاً جنائياً اتحادياً في طريقة تعامله مع الوثائق السرية، بعدما غادر البيت الأبيض في 2021.
وقال كومر إنه لن يطلب الحصول على سجلات وزار مقر إقامة ترامب في مارالاجو، حيث تم العثور على أكثر من 100 وثيقة سرية – بعضها يحمل علامة سري للغاية – أثناء تفتيش أجراه مكتب التحقيقات الاتحادي.
ولا يوجد من الناحية القانونية ما يلزم رؤساء الولايات المتحدة بالكشف عن زوارهم في منازلهم أو البيت الأبيض. وأعادت إدارة بايدن تقليد الكشف عن الضيوف الرسميين للبيت الأبيض، وأصدرت أول مجموعة من السجلات الخاصة بذلك في مايو/أيار 2021، بعدما أوقف الرئيس السابق ترامب العمل بذلك التقليد بعد فترة وجيزة من توليه المنصب في 2017.
بايدن أمام المساءلة
وتعيش واشنطن حالةً من الفوضى الداخلية والانقسام الحكومي، وذلك بعد العثور على ملفات سرية مخزنة بمرآب ومكاتب خاصة بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليعين على إثر ذلك وزير العدل الأمريكي مدعياً خاصاً للتحقيق فيما إذا كانت القوانين قد انتُهكت، فيما أصبح يشكل هذا الحادث الحساس بالنسبة لبايدن مشكلة كبيرة، وأصبح مسعاه للرئاسة المقبلة مهدداً، ويشبه مسعى ترامب.
حيث أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن نحو 10 وثائق سرية تعود للفترة التي كان فيها جو بايدن نائباً للرئيس الأمريكي، تم العثور عليها في مكتب خاص لبايدن في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وأشارت التقارير إلى أن محامي بايدن، الذين عثروا على الوثائق، أخبروا بذلك الأرشيف الوطني الأمريكي، الذي يجب أن تُخزن فيه مثل هذه الوثائق، حسب قانون السجلات الرئاسية.
وقال المصدر إنه بعد الاتصال بالأرشيف الوطني، قام فريق بايدن بتسليم عدة صناديق بحذر شديد، على الرغم من أن العديد من الصناديق يحتوي على مواد شخصية.
وبدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاً أولياً بشأن تخزين الوثائق الرسمية في مكتب خاص، ثم ستتخذ الوزارة قراراً ما إذا كانت ستعيّن مدعياً لمواصلة التحقيقات في القضية أم لا.
في يوم لاحق، أفادت شبكة "إن.بي.سي نيوز" الأمريكية، نقلاً عن مصدر لم تُسمّه، بأن معاوني الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اكتشفوا مجموعة أخرى على الأقل من الوثائق السرية، في مكتب بمركز أبحاث كان يستخدمه، بعد أن شغل منصب نائب الرئيس.
وذكرت الشبكة أن معاوني بايدن يبحثون عن مواد سرية إضافية، قد تكون في مواقع أخرى، بعد العثور على مجموعة من الوثائق السرية، في نوفمبر/تشرين الثاني، في مركز الأبحاث الذي مقره واشنطن.
واكتشف محامو بايدن نحو 12 من السجلات السرية داخل المكتب، في مركز الأبحاث، وأبلغوا الأرشيف الوطني الأمريكي بذلك، وسلموا المواد، وقالوا إنهم يتعاونون مع إدارة الأرشيف ووزارة العدل في هذا الصدد. وقال بايدن إنه وفريقه يتعاونون بشكل كامل مع تحقيق في الأمر.
كان وزير العدل غارلاند قد عين في نوفمبر/تشرين الثاني المحقق جاك سميث مستشاراً خاصاً للإشراف على تحقيقات وزارة العدل المتعلقة بتعامل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب مع الوثائق السرية، والجهود لإلغاء نتائج انتخابات 2020. وأعلن ترامب، الذي هزمه بايدن عام 2020، في نوفمبر/تشرين الثاني ترشحه للرئاسة في عام 2024.
ومن المتوقع أن يطلق بايدن (80 عاماً) حملة إعادة انتخابه رسمياً في الأشهر المقبلة، وربما يلقي الكشف عن هذه الوثائق بظلاله على الحملة كما يقول الخبراء. ولم يؤكد بايدن بعد أنه سيترشّح لـ4 سنوات أخرى في 2024، لكن يتوقّع أن يعلن قراره في غضون أسابيع، فيما سيكون خطاب حال الاتحاد السنوي في السابع من فبراير/شباط، فرصة لتقديم برنامجه أمام جمهور تلفزيوني ضخم والكونغرس.
وقال بايدن للصحفيين، الخميس، 12 يناير/كانون الثاني 2023، إنه سيتحدث عن "كل ذلك قريباً"، وذلك قبل أن يقرأ من بيان مُعد سلفاً المعلومات التي ذكرها البيت الأبيض قبل ذلك بدقائق قليلة.
وقال بايدن: "كما قلت في وقت سابق من هذا الأسبوع، يعرف الناس أنني آخذ الوثائق السرية والمواد السرية على محمل الجد. كما قلت إننا نتعاون بشكل كامل وشامل مع المراجعة التي تُجريها وزارة العدل".
وأضاف أن فريقه القانوني اكتشف عدداً قليلاً من المستندات ذات العلامات السرية في مناطق تخزين وخزائن الملفات في مكتبته الشخصية في منزله في ويلمنغتون. والمكتبة ملحقة بمرآبه الذي قال بايدن إنه مغلق. وتعني هذه التطورات أن الخصمين المحتمَلين في انتخابات 2024، بايدن وترامب، يواجهان تحقيقات من مستشارين خاصين.