أعلنت مدينة شنتشن بجنوب الصين عن حوافز مالية لسكانها من أجل التشجيع على إنجاب الأطفال، وذلك في ضوء التحركات لزيادة معدل المواليد المتدهور في البلاد، وكانت من أوائل المدن الصينية التي تقترح حوافز من هذا القبيل، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
بموجب المقترحات، سيُعرَض على سكان المدينة البالغ عددهم 17.7 مليون دعماً بقيمة حوالي 900 جنيه إسترليني (1000 دولار أمريكي تقريباً) لتأسيس أسرة، مع مدفوعات إضافية تبلغ 1300 جنيه إسترليني (1586 دولاراً أمريكياً) أو 2300 جنيه إسترليني (2806 دولارات أمريكية) إذا كان لديهم طفل ثانٍ وثالث.
ووفقاً لصحيفة "ذا غلوبال تايمز" -التي يديرها الحزب الشيوعي الحاكم- فإن المنح هي عبارة عن مزيج من الرسوم تُدفَع مرة واحدة لتسجيل المواليد بالإضافة إلى مدفوعات منتظمة حتى يبلغ كل طفل ثلاثة أعوام.
شيخوخة سكانية
وتفاخرت مدينة شنتشن سابقاً بتسجيلها أعلى معدل مواليد في الصين بينما نمت لتصير مركزاً رئيسياً للتصنيع والتكنولوجيا، لكن انخفض هذا المعدل منذ ذلك الحين انخفاضاً كبيراً، فيما تواجه الصين بأكملها شيخوخة سكانية وتصارع مع إرث سياسة الطفل الواحد التقييدية.
ورفعت الصين الحد الأقصى للسماح للأسر بإنجاب طفلين اعتباراً من عام 2016، ثم السماح بثلاثة أطفال أو أكثر اعتباراً من عام 2021. ومع ذلك، استمرت معدلات المواليد في الانخفاض ويشعر الحزب الحاكم بقلق متزايد من أنَّ ذلك يهدد النمو الاقتصادي ومستقبل نظام التقاعد.
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ أعلن أمام مؤتمر الحزب الحاكم العام الماضي: "يجب أن نؤسس نظاماً سياسياً لدعم المواليد، ويجب علينا تنفيذ استراتيجية وطنية للتعامل بفعالية مع الشيخوخة"، بينما دعا الاقتصاديون إلى تقديم حوافز مالية.
مدن صينية تشجّع على الإنجاب
ومدينة شنتشن ليست وحدها التي تعرض مدفوعات نقدية لوقف انخفاض معدل المواليد. ففي مدينة جينان الشرقية، تخطط السلطات المحلية لتقديم دعم شهري قدره 600 يوان (98.14 دولار أمريكي) لكل طفل يُولَد هذا العام إذا كان هو الثاني أو الثالث في الأسرة. في حين قالت الحكومة المحلية إنَّ هذا الإجراء يهدف إلى "تعزيز النمو السكاني المتوازن طويل الأجل".
يشار إلى أن 10.6 مليون طفل فقط وُلِدوا في الصين عام 2021، وهو أقل عدد منذ عام 1961، ومن المتوقع أن ينخفض العدد في عام 2022 إلى أقل من 10 ملايين. ويُعَد تقلص عدد النساء اللاتي في سن الإنجاب سبباً أساسياً لانخفاض عدد المواليد، وقد تفاقمت المشكلة بسبب ارتفاع تكاليف السكن والتعليم والرعاية الصحية.
ومع ذلك، قال العديد من أفراد الجمهور إنَّ هذه المدفوعات لن تغير آراءهم بشأن إنجاب المزيد من الأطفال، إذ كتب أحدهم في منشور: "برغم هذا المال، لا يزال يتعين عليّ الحصول على قرض لإجراء فحوصات [طبية] قبل الولادة".
وقال آخر: "ألا تعلم أنَّ علبة الحليب الاصطناعي تكلف 2000 يوان (297.39 دولار أمريكي)؟".
وأشادت صحيفة "China Youth Daily"، وهي صحيفة يديرها ذراع الشباب للحزب الحاكم، بالمدفوعات، لكنها أردفت: "علينا أن ندرك أنها مجرد حوافز قصيرة الأجل لتقديم إعانات مباشرة لآباء الأطفال حديثي الولادة. في الوقت نفسه، يجب على الإدارات ذات الصلة اتخاذ تدابير لإزالة المخاوف طويلة الأمد لدى الشباب بشأن إنجاب الأطفال".