تدرس المخابرات الأمريكية أكثر من 500 بلاغ عن أجسام طائرة مجهولة، يحلّق العديد منها في مجال جوي عسكري حساس، وهو العدد الذي يعد أكثر من ثلاثة أضعاف العدد في ملفها لعام 2021، بحسب تقرير رُفعت عنه السرية وصدر الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023.
التقرير أشار إلى أن عدداً كبيراً من هذه الأجسام ليس سوى طائرات مسيّرة أو بالونات، في حين لا تزال طبيعة نحو 100 منها غير معروفة، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقال مكتب مدير المخابرات الوطنية في تقريره لعام 2022، إن هذه الأمور "تستمر في الحدوث بالمجال الجوي المقيد أو الحساس، مما يسلط الضوء على المخاوف المحتملة بشأن سلامة الطيران أو نشاط جمع العدو".
وتضمنت النسخة السرية من التقرير عدداً من هذه الأشياء التي تم العثور عليها بالقرب من المواقع التي تعمل فيها محطات الطاقة النووية أو حيث يتم تخزين الأسلحة النووية.
ورُصدت 247 ظاهرة جوية مجهولة على الأقل منذ آخر تقرير أصدرته المخابرات الأمريكية في يونيو/حزيران 2021، وأفادت فيه بأنها تدرس حينها 144 تقريراً عن أجسام طائرة مجهولة.
أجسام طائرة غامضة
كما أشار التقرير إلى تسجيل 119 تقريراً عن أجسام طائرة غامضة، جرى اكتشافها من أرشيفات قديمة تعود إلى فترة امتدت على عشرين سنة، ليصبح مجموع التقارير 510.
المخابرات الأمريكية أوضحت أن معظم الظواهر الجديدة رصدتها عناصر من البحرية الأمريكية والقوات الجوية.
ولاقت نحو 200 من هذه الظواهر تفسيرات عادية، إذ تبيّن أنها كانت مجرد بالونات أو طائرات مسيرة أو طيور أو ظواهر مرتبطة بالطقس أو أكياس بلاستيكية تطفو في الهواء.
لكن أي تفسير لم يُعطَ بعد لأجسام أخرى، بحسب تقرير المخابرات الذي يُعدّ نسخة غير سرية من التقرير الذي يصدره الكونغرس.
وتخضع الأجسام غير المُفسّرة لتدقيق من البنتاغون والمخابرات الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)؛ خشية أن تكون أدوات تجسس تابعة لدول معادية.
إضافة إلى ذلك، أكد التقرير أن "الظواهر الجوية غير المحددة طبيعتها لا تزال تشكل خطراً على سلامة الطيران، وتمثل تهديداً محتملاً في شأن جمع معلومات استخباراتية" لجهات معادية.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت وكالة ناسا إطلاقها تحقيقاً مدة عدة أشهر حول هذه الأجسام الطائرة التي تتحرك في الأجواء بشكل طبيعي أو بسرعة كبيرة أحياناً.
وكان البنتاغون قد أنشأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مكتباً مكلفاً جمع المعلومات الخاصة بالأجسام الطائرة وتحليلها، في مواجهة الضغط المتزايد من الكونغرس في هذا الخصوص.
يأتي ذلك، بينما تبدي واشنطن قلقاً بشأن قدرات الصين التجسسية من خلال استخدام طائرات مسيرة أو أجسام طائرة أخرى.
إذ قال الناطق باسم البنتاغون في بيان، الخميس: "نتعامل مع تقارير عن اختراق مجالنا البري والبحري والجوي بجدّية تامة ونحلّل كلّاً منها".