يعيش عدد كبير من الأوروبيين شعوراً بالقلق جراء أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة التي تشهدها غالبية بلدان الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها، خاصة على صعيدي الاقتصاد والطاقة في عموم دول التكتّل التي لم تتعاف بعد من تبعات كورونا.
وتبيّن نتائج استطلاعٍ للرأي أجرته مؤسسة "يوروباروميتر" المعنية بالدراسات الاستقصائية في الاتحاد الأوروبي، ونقله موقع يورو نيوز الأوروبي أن 45% من الأوروبيين لديهم حالياً "بعض" أو "كثير" من الصعوبات جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
كما رصد استطلاع الرأي حالة من الأزمات المتداخلة في دول التكتّل، ويشير إلى أن مستوى المعيشة لـ46% من الأوروبيين قد تراجع بالفعل جراء الأزمات المتصاعدة، فيما يتوقع 39% من المستطلعة آراؤهم أن يزداد هذا التراجع خلال العام الجاري.
اليونان وفرنسا في المقدمة
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، كانت تلك النسبة في اليونان 66% وفي مالطا 65% وفي فرنسا 62% وفي البرتغال 57%.
أمّا سكّان بلدان الشمال الأوروبي، فكانوا الأكثر رضاً عن مداخيلهم المالية، وبلغت نسبتهم في السويد 87%، وفي الدنمارك 86%، وفي فنلندا 84%، في حين أن تلك النسبة لم تتعد الـ21% في اليونان وبلغاريا.
ولعلّ الأمرّ الأكثر إثارة للقلق هو أن 39% من المستطلعة آراؤهم يؤكدون أنهم يواجهون "من وقت لآخر" صعوبات لتأمين رسوم فواتيرهم الشهرية، ويقول 9% من الأوروبيين إن معاناتهم في هذا الصدد تتكرر "في معظم الأحيان"، والنسبة الأكبر من هؤلاء كانت في اليونان وبلغاريا، حيث ارتفعت النسبة إلى 86% و64% على التوالي.
ويعربُ 56% من الأوروبيين عن عدم رضاهم حيال الإجراءات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، بينما يشعر 64% بعدم الرضا تجاه السياسات التي تعتمدها حكوماتهم الوطنية لمعالجة تلك الأزمة.
ويشار إلى أن نتائج مقياس "يوروباروميتر" التي نشرها البرلمان الأوروبي، استندت إلى أكثر من 26 ألف مقابلة أُجريت وجهاً لوجه، في مختلف دول التكتّل الـ27، خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.