قال الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن موسكو الآن تقاتل حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا وإن الغرب يحاول "محو" روسيا من الخريطة السياسية للعالم، بحسب تصريحات له في مقابلة مع صحيفة (أرجومينتي إي فاكتي)، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023.
حيث قال باروشيف، وهو أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الأحداث في أوكرانيا ليست اشتباكاً بين موسكو وكييف، هذه مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي و(بين روسيا) والولايات المتحدة وبريطانيا بالأساس".
أضاف أن "خطط الغربيين هي مواصلة تمزيق روسيا ومحوها في نهاية المطاف من الخريطة السياسية للعالم"، ويُشار إلى أن دبلوماسيين يرون في باتروشيف أحد أكثر المؤثرين في بوتين تشدداً.
"معركة وجودية"
وينظر بوتين إلى الحرب في أوكرانيا على أنها "معركة وجودية" مع الغرب الذي يصفه بأنه غاشم متغطرس، إذ قال الرئيس الروسي مراراً إن بلاده ستستخدم جميع السبل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي معتدٍ، متعهداً بتحقيق النصر في أوكرانيا رغم سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة.
في الوقت ذاته، تعهَّد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الثلاثاء، ببناء ترسانة أسلحة أشد قوة وتعزيز تكنولوجيا الطيران لتحسين قدرات تفادي الدفاعات الجوية وتطوير إنتاج الطائرات المسيَّرة بعد سلسلة من الهزائم المذلة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وقال شويغو متحدثاً لكبار الجنرالات: "نحتاج إلى القيام بشكل متواصل بالتحليل ووضع النظم لتجارب مجموعاتنا في أوكرانيا وسوريا، وعلى ذلك الأساس سنعد برامج تدريبية للأفراد وخططاً للإمداد بالعتاد العسكري".
أضاف شويغو أن روسيا سوف "تزيد من القدرات القتالية للقوات الجوية، سواء فيما يتعلق بعمل المقاتلات والقاذفات في المناطق التي توجد بها منظومات دفاع جوي حديثة، أو فيما يتعلق بالمسيرات".
وأردف: "تتركز خططنا الفورية على توسيع ترساناتنا من الأسلحة الهجومية الحديثة.. نحتاج إلى تعزيز منظومة الإدارة والاتصالات".
الناتو يطالب بدعم "طويل" لأوكرانيا
يأتي ذلك، بينما يطالب حلف الناتو بدعم طويل لأوكرانيا رداً على "استعداد" موسكو لمواصلة الحرب، حيث دعا الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الإثنين 2 يناير/كانون الثاني الجاري، الحلفاء الغربيين بالاستعداد لتقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا تستعد لمواصلة الحرب.
ستولتنبرغ قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الدعم العسكري سيضمن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة من ناحية، ويجبر روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من ناحية".
أشار ستولتنبرغ إلى أن القوات الأوكرانية كانت تتمتع بزخم لعدة أشهر، وأضاف: "إلا أننا نعلم أيضاً أن روسيا حشدت المزيد من القوات، والعديد منها يتدرب الآن، كل هذا يشير إلى استعدادهم لمواصلة الحرب".
كذلك دعا ستولتنبرغ الدول الحليفة لأوكرانيا إلى زيادة مساعدتها من السلاح والذخيرة خلال الأشهر المقبلة، لـ"ضمان جاهزية الجيش الأوكراني؛ وبالتالي ضمان فاعلية دفاعات الناتو أيضاً".
لا نهاية قريبة للحرب
في السياق، أشارت تصريحات لكل من رئيسي أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في خطابيهما بمناسبة العام الجديد، إلى أن الحرب لا نهاية قريبة لها، إذ تعهد كل منهما ببذل ما يمكن لتحقيق النصر، ووصف بوتين الحرب بأنها "معركة وجودية".
وتحول الصراع إلى حرب استنزاف طاحنة تسببت في مقتل وإصابة عشرات آلاف الجنود من الطرفين بالإضافة إلى مدنيين في أوكرانيا، ولا يوجد بصيص من أمل في نهاية للحرب، إذ يعيد الطرفان التسلح بأسرع ما بوسعهما.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.