تبنى مجلس النواب الأمريكي، بزعامة الجمهوريين، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023، حزمة من القواعد الداخلية، التي تمنح اليمين المتشدد نفوذاً أكبر على رئيس المجلس الجمهوري المُنتخَب حديثاً كيفن مكارثي، ما أثار تساؤلات حول قدرة الحزب على الحكم.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت إن المشرعين صوتوا بمجموع 220 لصالح التشريع مقابل 213 صوتاً، وجاءت هذه الأصوات المعارضة من جميع الديمقراطيين البالغ عددهم 212 وجمهوري واحد فقط، قائلين إنَّ حزمة القواعد الجديدة مليئة بالتنازلات للجناح اليميني للحزب الجمهوري.
حزمة القواعد الجديدة التي ستحكُم عمليات مجلس النواب على مدار العامين المقبلين، تمثل اختباراً مبكراً لقدرة مكارثي على الحفاظ على تجمعه الانتخابي متحداً، بعد أن تعرض "للإذلال" في 14 ورقة اقتراع فاشلة الأسبوع الماضي على يد 20 متشدداً، قبل انتخابه رئيساً للمجلس في النهاية، يوم السبت 7 يناير/كانون الثاني.
تتضمن القواعد تنازلات رئيسية سعى إليها المتشددون ووافق عليها مكارثي في سعيه للحصول على مقعد رئيس مجلس النواب.
تشمل التغييرات السماح لمُشرِّع واحد بالمطالبة بإقالته في أي وقت، وستضع التغييرات الأخرى قيوداً جديدة على الإنفاق الفيدرالي؛ ما قد يحِد من قدرة مكارثي على التفاوض بشأن حزم التمويل الحكومية مع الرئيس جو بايدن، الذي يسيطر زملاؤه الديمقراطيون على مجلس الشيوخ.
من جانبهم، ندّد الديمقراطيون بالتشريع، واعتبروه حزمة قواعد لصالح "متطرفي حركة اجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، التي تفضل الشركات الغنية على العمال، كما اعتبروه تقويضاً لمعايير الأخلاقيات في الكونغرس، وأنه يؤدي إلى مزيد من القيود على خدمات الإجهاض.
بدوره، قال النائب جيم ماكغفرن، إن "هذه القواعد ليست محاولة جادة للحكم، بل هي في الأساس مذكرة فدية لأمريكا من اليمين المتطرف".
بحسب الصحيفة البريطانية، أشارت مجموعة من الجمهوريين المؤسسين يوم الأحد، 8 يناير/كانون الثاني، إلى أنهم قد يحجبون دعمهم لحزمة القواعد الجديدة ما لم تُكشَف مزيدٌ من التفاصيل عن تنازلات مكارثي المقدمة لليمين.
قبل ساعات من انتخاب مكارثي رسمياً لمنصب رئيس النواب، قال النائب توني غونزاليس من تكساس إنه سيعارض حزمة القواعد؛ بسبب استعداد مكارثي لخفض الإنفاق على وزارة الدفاع.
دفع ذلك جماعة المناصرة FreedomWorks المحافظة، يوم الإثنين 9 يناير/كانون الثاني، للإشارة إلى أنه يجب استبعاد غونزاليس إذا تمرد، بينما قالت النائبة الجمهورية المعتدلة في ولاية كارولينا الجنوبية نانسي ميس، إنها "تقف على الحياد".
تساءلت نانسي، في حديث إلى شبكة CBS News، الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، موجهة حديثها للأعضاء المهمشين الذين كادوا يعرقلون محاولة مكارثي الوصول لرئاسة النواب الأسبوع الماضي: "سؤالي اليوم حقاً هو: ما الصفقات السرية التي حاولوا إبرامها؟ وهل حصلوا عليها؟".
أضافت النائبة: "لا نعرف ما الذي حصلوا عليه، ولم نرَه. ليست لدينا أية فكرة… ما الصفقات التي اتفقوا عليها؟ وهذا يؤلمني لأنَّ هذا ليس ما ترشحنا للمجلس لأجله".
تُشير وكالة رويترز إلى أن التنازلات ربما تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات خلال الأشهر المقبلة، وخصوصاً عندما يحتاج الكونغرس إلى الموافقة على زيادة أخرى في سلطة الاقتراض البالغة 31.4 تريليون دولار.