رفضت بعثة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو طلباً مقدّماً من الحكومة الصربية لإرسال ما يصل إلى ألف فرد من قوات الجيش والشرطة إلى كوسوفو، في أعقاب سلسلة من الاشتباكات بين صرب وسلطات كوسوفو، وفق ما أفاد به الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش.
إذ قال فوتشيتش، اليوم الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، في مقابلة مع قناة (بينك) التلفزيونية الخاصة: "ردت (البعثة) بأنها تعتبر أنه لا توجد حاجة لعودة الجيش الصربي إلى كوسوفو.. مشيرة لقرار الأمم المتحدة الذي يوافق على تفويضها في كوسوفو"، مؤكداً أن "هذا هو الرد الذي كان متوقعاً".
وكانت صربيا قد طلبت نشر قوات في كوسوفو ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال موجة من الاشتباكات بين سلطات كوسوفو والصرب في المنطقة الشمالية التي يشكل الصرب الأغلبية فيها، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب.
وانتقد فوتشيتش البعثة لإبلاغها صربيا بقرارها ليلة عيد الميلاد لدى المسيحيين الأرثوذكس، بعدما ألقت شرطة كوسوفو القبض على جندي خارج الخدمة يُشتبه في إصابته شابين صربيين بطلقات نارية بالقرب من مدينة شتربتسه.
إذ قالت الشرطة إن الاثنين، وعمرهما 11 و21 عاماً، نُقلا إلى المستشفى وإن إصاباتهما لا تهدد حياتهما، فيما نددت سلطات كوسوفو بالحادث.
واحتج بضعة آلاف من الصرب اليوم الأحد، بشكل سلمي في شتربتسه على ما وصفوه "بالعنف ضد الصرب".
فيما ذكرت وسائل إعلام صربية أن شاباً آخر تعرض للاعتداء والضرب على أيدي مجموعة من الألبان في وقت مبكر السبت، أثناء عودته من قداس في الكنيسة.
كما أفادت وسائل إعلام في بريشتينا أن حافلة من كوسوفو كانت متجهة إلى ألمانيا عبر صربيا هوجمت وكُسر زجاجها الأمامي بالحجارة في وقت متأخر من اليوم نفسه.
وأدانت منظمات دولية الهجمات التي من المتوقع أن تفاقم انعدام الثقة بين الأغلبية الألبانية وحوالي 100 ألف من الصرب الذين يعيشون في كوسوفو.
ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، فإنه قد يُسمح لصربيا بنشر جنودها عند المعابر الحدودية والمواقع الدينية المسيحية الأرثوذكسية والمناطق ذات الأغلبية الصربية في كوسوفو، شريطة موافقة بعثة حلف شمال الأطلسي.
يُشار إلى أن كوسوفو التي كانت في السابق أحد أقاليم صربيا أعلنت استقلالها أحادياً في عام 2008 في أعقاب حرب استمرت بين عامي 1998 و1999 وقصف خلالها الحلف منطقة يوغوسلافيا التي كانت تضم صربيا والجبل الأسود لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية.