أرجأ مجلس النواب الأمريكي جلسة انتخاب رئيس له 3 ساعات، بعد 6 محاولات فشل خلالها زعيم الأغلبية الجمهورية، كيفن مكارثي، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023، في الحصول على الأصوات الكافية للفوز برئاسة المجلس خلفاً لنانسي بيلوسي.
بحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن هذه المرة هي الأولى منذ مئة عام التي يفشل فيها زعيم أغلبية في الفوز بانتخابات رئاسة مجلس النواب، وهو ما يعكس حجم الخلاف بين الجمهوريين الذي حصل على أغلبية ضيقة في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفي مشهد تاريخي لم يتكرر منذ عام 1923، أخفق مجلس النواب الأمريكي في انتخاب رئيس له، بعدما فشلت الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، وبعد 6 جولات اقتراع باءت بالفشل، أرجأ المجلس عملية الاقتراع 3 ساعات بطلب من الجمهوريين.
لم يتمكن مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، خلال جولات الاقتراع المتتالية، في إقناع مجموعة من زملائه من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفاً لنانسي بيلوسي، إذ إن هؤلاء ظلوا على رأيهم بأنه معتدل أكثر مما ينبغي.
وتعهد الجمهوريون باستخدام السلطة المضادة، من خلال إطلاق سلسلة من التحقيقات مع الرئيس الأمريكي تركزت، على سبيل المثال، على إدارته للوباء، لكن قبل إطلاق هذه المعارك، عليهم الاتفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب.
وعلى الرغم من حرص الرئيس بايدن غالباً على عدم التعليق على الخلافات الجمهورية، قال بايدن في تصريح للصحفيين بالبيت الأبيض: "إنَّ عجز الجمهوريين عن انتخاب رئيس مجلس النواب (ليس بمظهر جيد) و(ليس بالشيء الجيد) لأمريكا".
كما أضاف: "أعتقد أنه أمر محرج بعض الشيء، أن يستغرق الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، إن بقية العالم ينظر".
20 نائباً يعرقلون الانتخاب
ويحتاج انتخاب "رئيس مجلس النواب"، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه، أغلبية من 218 صوتاً. وهي عتبة لم يتمكن كيفن مكارثي من بلوغها بعد 6 جولات تصويت، وبعد أن قرر نحو عشرين نائباً من مؤيدي ترامب عرقلة انتخابه.
وقال مات غيتز، النائب عن ولاية فلوريدا: "كيفن لا يؤمن بأي شيء، وليست لديه أيديولوجية".
مع ذلك، فإنَّ ترشح كيفن مكارثي يحظى بتأييد واسع داخل حزبه، إذ قوبل الإعلان عن ترشحه بحفاوة كبيرة في صفوف الجمهوريين. لكن موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع، بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.
يبدو أن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لنوابه؛ تفادياً لعرقلة خطوته وإعادة سيناريو عام 2015 عندما فشل بفارق ضئيل، في أن يصبح رئيساً لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب. لكنه أيضاً لا يستطيع الذهاب بعيداً وإبعاد الجمهوريين المعتدلين.
ورغم أن هامش المناورة لديه بات محدوداً، ليس هناك حالياً أي منافس جدّي له، حيث يتم فقط تداول اسم النائب من أوهايو، جيم جوردان كبديل محتمل، دون أن تكون له فرصه جدية.
ومع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، لن يتمكن جو بايدن والديمقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة، كما أن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ لن تمكن خصومهم من القيام بذلك أيضاً.
بالتالي فإن انتخاب "زعيم" سيكون أيضاً مقياساً لقدرتهم على إلحاق الضرر بالرئيس. ومواجهة مجلس معاد قد تكون بمثابة نعمة سياسية بالنسبة إلى جو بايدن، إذا أكد نيته الترشح مجدداً في العام 2024، وهو قرار عليه أن يعلنه مطلع العام.