فرنسا تعلن دعم كييف بمركبات قتالية.. وزيلينسكي يحذّر من تعبئة روسية جديدة وهجوم كبير على أوكرانيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/04 الساعة 20:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/04 الساعة 21:09 بتوقيت غرينتش
مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز "إيه.إم.إكس-10 آر.سي" - رويترز

أعلنت فرنسا، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023 أنها تعتزم إرسال مركبات قتالية مدرعة خفيفة لدعم كييف، فيما قال الرئيس لأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تخطط لاستدعاء مزيد من القوات؛ لشنٍّ "هجوم كبير جديد". 

بحسب مسؤول في قصر الإليزيه، فإن الإعلان الفرنسي جاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره زيلينسكي، حيث أبلغه أن باريس سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز "إيه.إم.إكس-10 آر.سي"؛ لمساعدتها في حربها ضد روسيا.

فيما ذكر المسؤول "أنها المرة الأولى التي تُسلم فيها مركبات مدرعة من تصنيع الغرب للجيش الأوكراني لدعمه".

وفي حديثه للصحفيين، لم يتطرق المسؤول إلى أي تفاصيل بشأن حجم أو توقيت الشحنات المزمعة، لكنه قال إن المحادثات بين البلدين ستستمر بشأن احتمال تسليم أنواع أخرى من المركبات.

وفي بيان نُشر عبر تليغرام، شكر زيلينسكي ماكرون على قراره وقال إن الزعيمين "اتفقا على مزيد من التعاون لتعزيز دفاعنا الجوي والقدرات الدفاعية الأخرى بقوة". ولم يفصح عن مزيد من التفاصيل.

وزودت فرنسا، العام الماضي، أوكرانيا بالعديد من مدافع هاوتزر قيصر. وقال ماكرون، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن باريس ستزود كييف بأسلحة دفاع جوي، في ظل تكثيف روسيا ضرباتها الصاروخية على البنية التحتية الحيوية.

وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة القوات المسلحة الفرنسية، تعد "إيه.إم.إكس-10" فرنسية الصنع مركبة استطلاع مسلحة ذات قدرة عالية على التحرك ويمكنها حمل أربعة أشخاص.

وطلب زيلينسكي مراراً من الحلفاء الغربيين تزويده بمركبات قتالية ثقيلة مثل دبابات ليوبارد ألمانية الصنع. 

روسيا تخطط لهجوم كبير 

في السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تخطط لاستدعاء مزيد من القوات؛ لشنٍّ هجوم كبير مجدداً، وذلك في خطابه المسائي المصور الثلاثاء، حيث قال: "لا شك لدينا في أن قادة روسيا الحاليين سيلقون بكل ما في جعبتهم وبكل من سيمكنهم حشدهم؛ لمحاولة تغيير مسار الحرب وتأخير هزيمتهم على الأقل".

وأضاف: "يجب أن نخرب هذا السيناريو الروسي. نستعد لهذا. يجب أن تفشل أي محاولة لشنّ هجومهم الجديد".

وأرجعت وزارة الدفاع الروسية السبب في ضربة صاروخية أوكرانية دامية أسفرت عن مقتل 89 عسكرياً، إلى استخدام الجنود الروس الهواتف المحمولة بصورة غير قانونية، وهي أكثر الضربات دمويةً والتي أقرت موسكو بأنها نُفذت على قواتها منذ بداية الحرب.

وفرَّ مئات آلاف الرجال من روسيا حينما أمر بوتين باستدعاء جميع من هم على قوى الاحتياط في سبتمبر/أيلول 2022، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية عقب انتكاسات عسكرية.

وقال بوتين الشهر الماضي، إنه لا حاجة لمزيد من التعبئة. ولكن، في إشارة إلى أن الكرملين قد يدرس الآن فكرة التعبئة، أطلقت جماعة وطنية غير معروفة تدعم أرامل الجنود الروس، دعوات لبوتين تطلب منه إعلان تعبئة واسعة النطاق لملايين الروس. ولم يعلّق الكرملين على ذلك الطلب.

أصوات داخلية ضد الحرب 

وأوقفت روسيا فعلياً كل المعارضة المباشرة للحرب، إذ حظرت قوانينُ الإعلام الصارمة الانتقاد العلني. ولكنها في المقابل أطلقت العنان للمدونين المؤيدين للحرب، ويتابع مئات الآلاف بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

حيث تعالت أصوات كثير منهم في انتقاد ما يصفونها بأنها حملة عسكرية فاترة ولا تُقاد بكفاءة، وعبَّروا عن غضبهم هذا الأسبوع، بسبب الهجوم الذي قتل جنوداً روساً كانوا ماكثين في إحدى الكليات المهنية في منطقة دونيتسك عشية العام الجديد.

ووُجهت الانتقادات إلى القادة العسكريين لا إلى بوتين، الذي لم يعلّق علناً حتى الآن على الهجوم.

ولامت وزارة الدفاع الروسية، التي رفعت حصيلة الوفيات الرسمية في الهجوم إلى 89، الجنود لاستخدامهم الهواتف المحمولة بما يخالف القانون، وهو ما قالت إنه أدى إلى تحديد أوكرانيا موقع القاعدة في ماكيفكا القريبة من دونيتسك العاصمة الإقليمية.

وكتب سيميون بيجوف، وهو مراسل حربي روسي بارز منحه بوتين وسام الشجاعة، على تليغرام، أن قصة الهواتف المحمولة "تبدو محاولة واضحة للتملص من المسؤولية عن الفشل"، وأن ثمة طرقاً أخرى كان بوسع أوكرانيا رصد مكان القاعدة بها.

وقال مدونون آخرون موالون لروسيا، إن الهجوم تفاقم بسبب تخزين ذخيرة في الموقع. ولم تؤكد موسكو هذا حتى الآن.

كما قال بيجوف إن حصيلة الوفيات ستزداد، وأضاف: "البيانات المعلنة هي على الأرجح لمن جرى التعرف على هويتهم حتى الآن. قائمة المفقودين أطول من ذلك للأسف".

وقال روب لي، وهو أحد كبار الزملاء بمجموعة باحثي معهد بحوث السياسات الخارجية، إن موسكو لديها مشكلة في التسكين الآمن للمجندين الجدد قرب خط المواجهة في الشتاء.

وأضاف في تغريدة: "من الصعب تسكينهم، بسبب الافتقار إلى قيادة الوحدات الصغيرة، وسيؤدون بشكل أسوأ في الصقيع من الجنود المدربين". وأضاف أن تسكينهم بالقرب من أماكن تخزين الذخيرة "فشل قيادي بكل بساطة".

وقالت أوكرانيا بشكل مبدئي، إن مئات الروس قُتلوا في ماكيفكا، وإن عدداً ضخماً من الجنود الروس قُتل في هجوم مماثل بقاعدة منفصلة في منطقة خيرسون جنوب البلاد في الليلة نفسها، وهو ما لم تؤكده موسكو حتى الآن.

كما قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في تحديثها اليومي الأربعاء، إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوماً باستخدام أنظمة صواريخ متعددة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على البنية التحتية المدنية في ثلاث مدن أوكرانية، هي كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون.

وأضافت: "ثمة قتلى في صفوف المدنيين". وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً، إن القوات الروسية واصلت التركيز على التقدم بالقرب من مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك، حيث يُعتقد أن كلا الطرفين فقد الآلاف من قواته خلال أسابيع من الحرب.

وشنت روسيا ما تسميها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، متذرعةً بتهديدات لأمنها والحاجة إلى حماية المتحدثين بالروسية. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها موسكو بشنّ حرب غير مبررة لانتزاع أراضٍ.

تحميل المزيد