كشف باحثون أن مناطق ذات ميول جمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية، شهدت ارتفاعاً حاداً في المواليد بعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، أُطلق عليها "طفرة مواليد ترامب"، بحسب ما نشرت صحيفة The Independent البريطانية 4 يناير/كانون الأول 2022.
بحسب الصحيفة، فقد شهدت مقاطعات الديمقراطيين، على العكس تماماً، تراجعاً في نسب المواليد.
ويشير الباحثون إلى أن ولاية ترامب رفعت مستوى التفاؤل الاقتصادي لدى الجمهوريين، وشجّعتهم على إنجاب مزيد من الأطفال، حيث شكل الفارق بين معدلات مواليد الجمهوريين، مقارنة بمواليد الديمقراطيين في العامين الأولين، من رئاسة ترامب بين 1% و2%.
من جانبه، قال البروفيسور غوردان دال، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذي شارك في الدراسة: "إن حجم التغيير يضاهي التغيرات في معدلات المواليد التي تحدث بعد الصدمات الاقتصادية، أو رداً على السياسات المصممة للتأثير على معدلات المواليد".
وأوضح ذلك بالقول: "على سبيل المثال، عندما تنخفض معدلات البطالة بنسبة 1%، تزيد الخصوبة الوطنية بنسبة 1% أو 2%، وعندما تقدم بلاد أخرى إعانة مالية إلى الأمهات بقيمة 1000 دولار لإنجاب طفل، تزداد معدلات الخصوبة بنسبة 2%".
صدمة فوز ترامب
كان فوز ترامب في الانتخابات في 2016 غير متوقع من جانب معظم الأمريكيين، وأدت الصدمة إلى تغير في حالة التفاؤل بين الديمقراطيين والجمهوريين، وذلك وفقاً لعديد من الاستطلاعات المختلفة.
حيث أظهر استطلاع شركة Civiqs، المتخصصة في استطلاعات الرأي، أنه في غضون 4 أشهر من الانتخابات انقلبت توقعات الديمقراطيين والجمهوريين حول الاقتصاد.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، الذي أشارت التوقعات إلى فوزه بالرئاسة في انتخابات 2008 و2012، لم يحمل أي تأثير على معدلات المواليد.
غير أن الباحثين وجدوا تأثيراً مماثلاً للتأثير الذي حمله فوز ترامب، ولكن في عام 2000، عندما فاز الرئيس السابق جورج دبليو بوش بالانتخابات، بعد أن أشارت التوقعات إلى أن آل غور هو من سيحقق الفوز. لكن تباين المواليد حينها كان أقل بكثير مما حدث في رئاسة ترامب.
قال الدكتور وليام مولينز، من كلية رادي للإدارة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذي شارك في الدراسة: "يعرض بحثنا بالفعل مدة الاستقطاب الذي صارت عليه البلاد على مدى العشرين عاماً الماضية".
وأوضح: "الديمقراطيون والجمهوريون منقسمون انقساماً عميقاً في أولوياتهم السياسية وشواغلهم حول المستقبل، بما في ذلك الموضوعات التي على شاكلة البيئة وانعدام المساواة والمبادئ الأخلاقية والهجرة".
وأضاف: "بيانات استطلاعات الرأي حول رضا المصوّتين عن "الطريقة التي تسير بها الأمور في الولايات المتحدة" يكشف عن أن أعضاء الحزبين ينظرون إلى البلاد عبر عدستين مختلفتين تماماً تقريباً".