قالت قناة "خبر تورك" التركية، نقلاً عن مصادر خاصة- لم تسمّها- إن مسألة اللاجئين السوريين كانت على رأس محادثات الاجتماع الثلاثي الذي ضمّ وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، إلى جانب رؤساء استخبارات البلدان الثلاثة.
وعقد الاجتماع في العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، وضمّ وزراء الدفاع التركي خلوصي أكار، والروسي سيرغي شويغو، والسوري علي محمود عباس.
"العودة الآمنة والكريمة"
بحسب القناة، فإن اللقاء الذي يُعتبر الأول من نوعه منذ 11 عاماً، بحث 4 عناوين رئيسية، هي: العودة الآمنة والكريمة للاجئين، وإعادة العقارات لأصحابها حين عودتهم، وضمان محاكمات عادلة، إلى جانب استكمال التعديلات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وتشير التسريبات التي تفردت بها قناة خبر تورك إلى أن الاجتماع الثلاثي الذي يأتي وسط خطوات نحو تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، تناول مسألة إعادة اللاجئين بشكل خاص، مع التركيز على أن تكون العودة آمنة، وأن يستردوا عقاراتهم وأملاكهم التي تركوها منذ سنوات.
في الوقت ذاته، كان البيان الصادر عن وزارة الدفاع التركية، أشار إلى أن الاجتماع "الذي عقد في أجواء بناءة"، ناقش الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين والمكافحة المشتركة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.
كما أشار البيان إلى أنه "تم الاتفاق" على استمرار الاجتماعات الثلاثية، "من أجل ضمان الاستقرار والحفاظ عليه في سوريا والمنطقة".
من جانب آخر، لفتت القناة إلى أن انعقاد اللقاء على مستوى وزراء الدفاع وليس على مستوى وزراء الخارجية، يتعلق بوجود قوات تركية في الداخل السوري، وعزم تركيا على تطهير المناطق المحاذية لحدودها من "التنظيمات الإرهابية".
أول لقاء منذ 11 عاماً
ويُعد لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري تطوراً لافتاً في العلاقات بين أنقرة ونظام بشار الأسد، فهو الأول من نوعه منذ 11 عاماً، بعد سنوات من التوترات بين الجانبين، دعمت خلالها تركيا المعارضة المناهضة للنظام، ورغم عدم وجود اتصال بين أردوغان والأسد، حافظ رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدين على الاتصالات بينهما.
وكانت محطة "خبر ترك" الإخبارية التركية، قد نقلت عن أردوغان قوله، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع نظام الأسد، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق.
وأشارت إلى أن الرئيس أردوغان قال للصحفيين بعد زيارة لتركمانستان إنه عرض على بوتين المبادرة، بعقد سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا والنظام السوري، لتناول العلاقات مع دمشق.
أضاف أردوغان: "أولاً أجهزة مخابراتنا، ثم وزراء الدفاع، ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) يمكنهم الاجتماع. بعد اجتماعاتهم ربما نجتمع نحن كزعماء. عرضت الأمر على السيد بوتين ولديه رؤية إيجابية بشأنه".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان أردوغان قد قال إن عقد لقاء مع بشار الأسد أمر ممكن، وأضاف رداً على سؤال من أحد المراسلين في البرلمان عما إذا كان بإمكانه مقابلة الأسد: "هذا ممكن، لا مجال للنقمة في السياسة، في النهاية يتم اتخاذ الخطوات في ظل أفضل الظروف".