كوسوفو تغلق أكبر معبر حدودي مع صربيا في تصعيد آخر للتوتر بينهما.. وروسيا تعلن دعمها لبلغراد

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/28 الساعة 18:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/28 الساعة 18:37 بتوقيت غرينتش
صرب في كوسوفو قطعوا عدداً من الشوارع بالشاحنات - رويترز

أعلنت شرطة كوسوفو، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن إغلاق أكبر معبر حدودي مع صربيا، بعد أن أقام محتجّون صرب مزيداً من الحواجز على الطرقات، في مؤشر جديد على تصاعد التوترات في واحدة من أسوأ الأزمات بالمنطقة منذ سنوات.

كان عشرات المتظاهرين في الجانب الصربي من الحدود، قد استخدموا مساء الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، شاحنات وجرارات لشلّ حركة المرور نحو ميردار، أكبر معبر بين الجارتين، في خطوة أجبرت شرطة كوسوفو على إغلاق المعبر.

شرطة كوسوفو قالت في بيان، إن "مثل هذا الحصار غير القانوني منع حرية تنقُّل الأشخاص والبضائع؛ وبالتالي ندعو مواطنينا وأبناء وطننا إلى استخدام نقاط حدودية أخرى"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

من جهته، قال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش، إن بلغراد "مستعدة للتوصل إلى اتفاق" مع كوسوفو، لكنه لم يحدد تفاصيل بشأنه، ووصف فوسيفيتش الحواجز على الطرقات بأنها وسيلة احتجاج "ديمقراطية وسلميّة"، مضيفاً أن صربيا لديها "خط اتصال مفتوح" مع دبلوماسيين غربيين لحلّ القضيّة.

فوسيفيتش أضاف في تصريحات لمحطة تلفزيون "آر تي إس" العامة: "نشعر جميعاً بالقلق إزاء الوضع وإلى أين يتجه كل هذا (…) صربيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق".

في موازاة ذلك، أعلنت الشرطة في كوسوفو عن إغلاق مطار "آدم يشاري" بالعاصمة بريشتينا مؤقتاً؛ وذلك على خلفية بلاغ بوجود قنبلة داخله، مشيرةً إلى أنه تم فتح تحقيق في الحادثة. 

كانت الاضطرابات الأخيرة التي أججت التوتر، قد اندلعت في 10 ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما أقام الصرب حواجز على الطرقات؛ احتجاجاً على اعتقال شرطي سابق يشتبه في تورطه بهجمات ضد ضباط شرطة كوسوفيين ألبان، ما شلّ حركة المرور في معبرين حدوديين.

بعد إقامة الحواجز، تعرضت شرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام الدولية لهجمات في عدة حوادث إطلاق نار، بينما تم وضع القوات المسلحة الصربية في حالة تأهب قصوى هذا الأسبوع.

طالبت كوسوفو قوات حفظ السلام، بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بإزالة الحواجز التي أقيمت على أراضي كوسوفو.

روسيا تدعم صربيا 

في موازاة إغلاق المعبر الحدودي بين كوسوفو وصربيا، أعربت روسيا، الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن دعمها لحليفتها صربيا، وقالت إنها تتابع التطورات "بانتباه شديد".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين: "ندعم بلغراد في الخطوات التي تتخذها"، لكنه أضاف أن "صربيا دولة ذات سيادة ومن الخطأ أساساً البحث عن نوع من التأثير المدمّر لروسيا هناك".

اعتبر بيسكوف أنه "من الطبيعي أن تدافع صربيا عن حقوق الصرب الذين يعيشون في الجوار وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن ترد بشكل حازم حين يتم انتهاك حقوقها".

لكن الحكومة الألمانية اعتبرت أن تعزيز الوجود العسكري الصربي على الحدود ينطوي على "إشارة بالغة السوء"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستوفر بورغر، إن "الخطاب القومي كما سمعناه في الآونة الأخيرة، أمر غير مقبول".

كما حضّت برلين، بلغراد على المساعدة في إزالة الحواجز "غير القانونية" التي أقامها الصرب بشمال كوسوفو. وفي موازاة ذلك دعت الولاياتُ المتحدةُ والاتحاد الأوروبي إلى "نزع فتيل التوتر" في شمال كوسوفو.

يُذكر أن كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا في 2008 بدعم من الغرب، في أعقاب حرب 1998-1999 التي تدخَّل فيها حلف شمال الأطلسي لحماية كوسوفو التي تقطنها أغلبية ألبانية يُقدر عددها بـ.1.8 مليون نسمة. 

لكنّ بلغراد، التي ترفض الاعتراف بالدولة الفتيَّة، تحرِّض 120 ألف صربي يعيشون في كوسوفو- لاسيّما في مناطقه الشمالية- على تحدّي سلطات بريشتينا، وفي المقابل تسعى بريشتينا لفرض سيادتها على معظم أراضي البلاد.

علامات:
تحميل المزيد