استدعت وزارة الخارجية التركية، الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022، السفير الفرنسي وأبلغته انزعاج أنقرة من "الدعاية السوداء" ضد تركيا في شوارع فرنسا، على خلفية الأحداث الحاصلة منذ الهجوم على مركز ثقافي كردي في العاصمة باريس.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية، أن الخارجية التركية أعربت للسفير الفرنسي عن استيائها من الدعاية السوداء التي أطلقها أنصار تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" ضد تركيا، مستغلين الاعتداء الذي نفذه مواطن فرنسي يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كما تم التعبير عن الاستياء من انخراط بعض مسؤولي الحكومة الفرنسية وبعض السياسيين في هذه الدعاية. فيما أفادت مصادر بأنه تم تأكيد أن أعمال العنف التي قام بها التنظيم الإرهابي (بي كي كي/ واي بي جي) في باريس، يجب أن تخضع للتحليل المناسب من قبل الحكومة الفرنسية والرأي العام الفرنسي.
وفي الوقت ذاته، أكدت المصادر أن تركيا تنتظر من فرنسا أن تتصرف بحكمة في مواجهة أعمال الشغب، وعدم السماح للتنظيم الإرهابي بالمضي قدماً في أجندته الخبيثة.
في حين أوضحت المصادر أن السفير التركي في باريس أبلغ السلطات الفرنسية استياء أنقرة من الدعاية السوداء الجارية ضد تركيا في شوارع فرنسا.
احتجاجات وأعمال عنف
والجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول، قُتل 3 أشخاص وأصيب 3 آخرون جرّاء إطلاق مواطن فرنسي يدعى "ويليام م"، النار على مركز ثقافي كردي وصالون لتصفيف الشعر، في المنطقة العاشرة وسط باريس.
وذكر الإعلام الفرنسي أن المنفذ يبلغ من العمر 69 عاماً، وهو سائق قطار متقاعد من شركة السكك الحديدية الفرنسية، وله سوابق في محاولتي قتل وقعتا 2016 و2021.
واندلعت اشتباكات بين الشرطة وأفراد من الجالية الكردية، وذلك في احتجاجات على مقتل الأكراد الثلاثة.
خلال الاشتباكات انقلبت عدة سيارات وأضرمت النيران في مركبة واحدة على الأقل، وتعرضت نوافذ متاجر لأضرار، وأُشعلت حرائق صغيرة بالقرب من ساحة الجمهورية، المكان التقليدي للمظاهرات في المدينة.
والمسلح يشتبه في طعنه مهاجرين اثنين على الأقل بالسيف في باريس قبل عام، حسبما أفادت مصادر في الشرطة والقضاء لوكالة فرانس برس، كما يُعتقد أنه قطع عدة خيام في مخيم المهاجرين بحديقة بيرسي شرق باريس، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2021.
بحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن المعارضة اليسارية توجه اتهامات للحكومة بالفشل في التعامل مع تهديدات اليمين المتطرف، خصوصاً مع عدم وضوح سبب إطلاق سراح المشتبه به مع تهديد محتمل بتنفيذ هجمات.
حيث كتبت كليمنتين أوتاين، النائبة اليسارية، على تويتر: "يبدو أن اليمين المتطرف قد ضرب مرة أخرى، مع عواقب مميتة"، متسائلةً: "متى سيبدأ من هم على رأس الدولة بأخذ هذا التهديد الإرهابي بجدية؟".