أعادت السلطات الفرنسية، الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2022، توقيف منفذ الهجوم الذي وقع على مركز ثقافي كردي في العاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى مقتل 3 أشخاص، فيما قالت المدعية العامة إن الرجل أبدى "كراهية للأجانب"، وذلك قبل عرضه على قاضي التحقيق لإصدار لائحة اتهام محتملة.
النيابة العامة الفرنسية قالت إن المتقاعد الفرنسي البالغ من العمر 69 عاماً، أودع لدى الشرطة بعد ظهر يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول، وكان قد تم رفع قرار إيقافه السبت الفائت لأسباب صحية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا فيما تتأكد فرضيّة الدافع العنصري لمنفذ الهجوم، فبُعيد إلقاء القبض عليه إثر الواقعة، قال مطلق النار للشرطة إنه فعل ذلك لأنه "عنصري".
كذلك كشفت المدعية العامة في باريس لوري بيكوا في بيان، أنه أثناء احتجازه لدى الشرطة اعترف بأنه يكنّ "كراهية للأجانب أصبحت حالة مرضيّة" منذ تعرض منزله للسطو عام 2016.
كما وصف المشتبه به نفسه بأنه "مكتئب" و"يميل إلى الانتحار"، وقال: "لكن قبل الإقدام على الانتحار، كنت أرغب دائماً في قتل مهاجرين، أجانب، منذ هذا السطو"، وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن المنفذ هو مواطن متقاعد من شركة السكك الحديدية الفرنسية، وله سوابق في محاولتي قتل وقعتا 2016 و2021.
أشارت المدعية العامة إلى أن السلطات بحثت في منزل منفذ الهجوم، حيث يعيش، ولم يسفر التفتيش عن أي أدلة أو أي رابط بأيديولوجيا التطرف، مضيفة أنه في البداية بحث عن ضحايا محتملين في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية، لكنه تخلى عن الخطة بعدما وجد عدة أشخاص في الحي.
النيابة أوردت أيضاً أن الرجل أشار إلى رغبته في مهاجمة جميع المهاجرين، وأضافت أنه "كان ينوي استخدام كل الذخيرة وقتل نفسه بالرصاصة الأخيرة"، ولكن انقضّ عليه عدة أشخاص في صالون حلاقة قريب قبل أن تقبض عليه الشرطة.
كان الهجوم الذي شنه الرجل على مركز "أحمد كايا" الثقافي في باريس، قد أثار صدمة لدى الأكراد في فرنسا، وهم يوشكون على إحياء الذكرى العاشرة لجريمة قتل لم تُحل بعد لثلاثة نشطاء، وأدت لاحتجاجات واشتباكات مع الشرطة وقتها.
قُتل في الهجوم الجديد، القيادية في الحركة النسائية الكردية في فرنسا أمينة كارا، ورجلان أحدهما الفنان واللاجئ السياسي مير بيروير، كما أصيب ثلاثة رجال أحدهم في حالة خطرة، لكن حياتهم لم تعد في خطر وغادر أحدهم المستشفى، بحسب آخر تقرير صادر عن النيابة، الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2022.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن خمسة من الضحايا الستة يحملون الجنسية التركية فيما تحمل ضحية الجنسية الفرنسية.
أثار عدم تبني فرضية الدافع الإرهابي منذ البداية غضباً وتساؤلات في الأوساط الكردية، وقال أجيت بولات، المتحدث باسم المجلس الديمقراطي الكردي إنه "من غير المقبول عدم الحديث عن الطابع الإرهابي ومحاولة الإيحاء بأنه مجرد ناشط يميني متطرف.. جاء لارتكاب هذا الاعتداء على مقرّنا".
على إثر الهجوم، شهدت باريس أعمال عنف وشغب على هامش مسيرة شارك فيها الآلاف يوم السبت 24 ديسمبر/كانون الأول 2022.