وقّع مئات الحاخامات في الولايات المتحدة على عريضة لمنع أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية القادمة، بقيادة بنيامين نتنياهو، من الانضمام إلى معابدهم ومجتمعاتهم.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال إن الخطاب المفتوح ينص على أنَّ الحاخامات لن يدعوا إلى مجتمعاتهم أي أعضاء من الكتلة الصهيونية الدينية للحكومة القادمة، التي تضم نائبي اليمين المتطرف إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
إذ جاء في الخطاب: "سوف نتحدث ضد مشاركتهم في منتديات أخرى عبر مجتمعاتنا. وسنشجع مجالس أبرشياتنا ومنظماتنا على الانضمام إلينا في هذا الاحتجاج، تعبيراً عن التزامنا بقيمنا اليهودية والديمقراطية".
ووفقاً لصحيفة The Times of Israel، الإسرائيلية حصل الخطاب على 330 توقيعاً حتى صباح الجمعة، 23 ديسمبر/كانون الأول، ووقع الخطاب مجموعة من القادة الدينيين اليهود من حركات الإصلاح والمحافظة وإعادة البناء، بما في ذلك بعض الذين يقودون المجتمعات الرئيسية في واشنطن ولوس أنجلوس وشيكاغو. ومع ذلك، فإنه لا يشمل أي مُوقّعين من الحركة الأرثوذكسية.
فيما نجحت كتلة نتنياهو في تحقيق النصر في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، بفضل تحالفها مع الأحزاب الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة.
حصل قادة الأحزاب في الكتلة على مناصب في الحكومة المستقبلية، قد تساعدهم على المضي قدماً في سياسات مثل ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة، وتوسيع المستوطنات غير القانونية، والسماح بالصلاة اليهودية في المسجد الأقصى.
ويتحدث أعضاء الحكومة الإسرائيلية من حين لآخر في المعابد اليهودية في الولايات المتحدة، لحشد الدعم بين الجاليات اليهودية.
انقسامات متزايدة
ويمثل الخطاب، الذي انتشر هذا الأسبوع، علامةً واضحة على الانقسام المتزايد بين حكومة إسرائيل وشرائح من الجالية اليهودية الأمريكية.
وكان انتخاب الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل بمثابة صدمة لبعض شرائح الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ومع ذلك فإنَّ نظرة المجتمع إلى إسرائيل بدأت تتغير من مدة بالفعل.
بعد قصف إسرائيل لغزة في مايو/أيار الماضي، قال 25% من الناخبين اليهود الأمريكيين إنَّ إسرائيل دولة فصل عنصري، في استطلاع أجراه معهد الانتخابات اليهودي. بينما يرى 38% من الناخبين أنَّ معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية العامة في الولايات المتحدة.
فيما قالت ماري كوهين، محرر مساعد في مجلة Jewish Currents، لموقع Middle East Eye، في نوفمبر/تشرين الثاني: "هناك بالفعل انقسام آخذ في الاتساع في السياسة اليهودية الأمريكية حول إسرائيل. ويظهر هذا الانقسام بالفعل بين الأجيال. ومن المرجح إحصائياً أن يكون الشباب اليهود أكثر انتقاداً وأكثر عرضة للانفصال. وأعتقد أنَّ [الانتخابات الإسرائيلية] ستسهم فقط في استمرار هذا الاتجاه.
وانتقد الخطاب على وجه التحديد حزب "الصهيونية الدينية"، الذي فاز بـ14 مقعداً في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، على قائمة مشتركة مع عوتسما يهوديت (القوة اليهودية)، وحزب نوعم، الذي يناضل من أجل "القيم العائلية" المحافظة. وانقسمت الفصائل الثلاثة بعد الانتخابات، وتجري الآن مفاوضات ائتلافية منفصلة.
في حين أنَّ الحاخامات الذين وقعوا الخطاب يصرون على منع المُشرّعين اليمينيين المتطرفين من الوصول لمجتمعاتهم، قالت إدارة بايدن إنها ستتخذ نهجاً مختلفاً.
فقد صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمام مؤتمر J Street السنوي- وهي منصة لتجمع المؤيدين لإسرائيل- الذي عُقِد في وقت سابق من هذا الشهر، بأنَّ واشنطن ستحكم على حكومة إسرائيل من خلال سياساتها، وليس بناءً على الأفراد الذين يُشكّلون تحالف نتنياهو.