في أول تعليق لها، قالت الحكومة الأفغانية التي تديرها حركة طالبان، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنها أغلقت أبواب الجامعات أمام النساء لأسباب من بينها عدم التزام الطالبات بالزي الإسلامي، في قرار قوبل بتنديد عالمي وعربي.
وأثارت خطوة الحركة إدانة من الحكومات الأجنبية والعربية وانتقادات من بعض الأفغان واحتجاجات في مدن أفغانية.
فيما قال وزير التعليم العالي بالوكالة ندا محمد نديم لهيئة راديو وتلفزيون أفغانستان الوطني (آر.تي.إيه)، في تصريحات حول القضية: "إن عدة مسائل أدت لاتخاذ القرار من بينها عدم التزام الطالبات بالزي الإسلامي الملائم وحدوث تفاعل بين الطلاب من الجنسين"، وأضاف: "لم يلتزمن بالحجاب، بل كن يأتين بالملابس التي ترتديها النساء في الغالب لحضور حفل زفاف".
كما قال وزير التعليم العالي نديم في المقابلة إن طالبان "طلبت من العالم عدم التدخل في شؤوننا". وأضاف أن المناقشات حول تعليم الإناث مستمرة، مؤكداً أن الحكومة التي تديرها طالبان تحترم حقوق المرأة بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية.
احتجاجات رافضة لقرار الحركة بأفغانستان
وبالتزامن تجمعت عشرات النساء أمام جامعة كابول للاحتجاج، في أول مظاهرة كبيرة تشهدها العاصمة منذ قرار طالبان حظر دخول الطالبات الجامعات.
كانت الحكومة بقيادة طالبان تتعرض بالفعل لانتقادات من أطراف بينها حكومات أجنبية بسبب عدم فتح مدارس المرحلة الثانوية للبنات في بداية العام الدراسي في مارس/آذار، بعد مؤشرات على أنها ستفتحها.
وفيما يشير إلى التطبيق الأشد صرامة للقيود على تعليم الفتيات، نصت رسالة من وزارة التعليم على أوامر لجميع المؤسسات التعليمية بعدم السماح للفتيات في المراحل الأعلى من الصف السادس بدخول مرافقها.
وعلى الرغم من إغلاق المدارس الثانوية في معظم الأقاليم، ظل بعضها مفتوحاً أمام الفتيات، إضافة إلى العديد من مراكز التعليم الخاص وفصول اللغات، إذ قال نديم إن التعليم الديني لا يزال مفتوحاً للطالبات.
وتجمع نحو 50 أغلبهم نساء أمام جامعة كابول حاملين لافتات ورددوا هتاف "التعليم حقنا، يجب فتح الجامعات"، كما احتج طلاب في جامعة ننكرهار بشرق أفغانستان، وخرج طلاب الطب الذكور من الامتحانات احتجاجاً على استبعاد زميلاتهم.
انتقادات عربية لقرار طالبان
ومن جهته أعرب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن "أشد الأسف" لقرار حركة طالبان حظر التعليم الجامعي للفتيات، مؤكداً أنه قرارٌ يتناقض والشريعة الإسلاميَّة، ويصطدم مع دعوتها الصريحة للرجال والنِّساء إلى طلب العلم.
ودعت دول عربية كالسعودية وقطر والإمارات والبحرين، ومنظمة التعاون الإسلامي، حكومة تصريف الأعمال الأفغانية التي تديرها حركة "طالبان"، إلى التراجع عن قرار منع الفتيات من حق التعليم الجامعي.
فيما نشرت وسائل إعلام مصرية بياناً لشيخ الأزهر قال فيه إن "هذا القرار الصادم لضمائر المسلمين وغير المسلمين ما كان ينبغي ولا يليق أن يصدر من أي مسلم".
وأضاف شيخ الأزهر في البيان "أنه ومعه علماء الأزهر قاطبةً، وهم مُنتشرون في بقاع الأرض كلها، يعبرون عن رفضهم لهذا القرار واعتباره قراراً لا يمثِّلُ شريعة الإسلام، ويتناقض جذرياً مع دعوة القرآن الكريم".
وحذّر شيخ الأزهر المسلمين وغير المسلمين من "أن يعتقدوا أو يظنوا أو يتوهَّموا أن القول بتحريم تعليم النساء والفتيات أمر يقره الإسلام، وإنَّما ينكره أشدَّ الإنكار، وهو سلب لحقٍّ من الحقوق الشرعية التي كفلها الإسلام للنساء كما كفلها للرجال، سواء بسواء، والقول بغير ذلك افتراء على هذا الدين القَيِّم"، مشيراً إلى أن "الإسلام هو الدين الذي فرض طلب العلم على كل مسلمٍ ومسلمةٍ".
وتساءل شيخ الأزهر: "كيف غاب عن مُصدري هذا القرار ما يزيد على ألفي حديث شريف في أصح الكُتُب عند أهل السُّنَّة روتها زوج النبي أم المؤمنين عائشة؟".
كذلك تساءل: "كيف غاب عن هؤلاء ما حفل به تاريخ المسلمين من رائدات وأعلام في مجال العلم والتعليم والسياسة وناهضات المجتمعات الإسلامية قديماً وحديثاً؟".