ألقت السلطات الألمانية القبض على ضابط بجهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، بزعم الاشتباه "القوي" في نقل أسرار الدولة إلى روسيا، حيث قالت صحيفة The Times البريطانية إنه إذا تبين أن الضابط، وهو مواطن ألماني يُدعى Carsten L، كان يتجسس لمصلحة موسكو، فسيكون أول عميل مزدوج يُكشف عنه في الوكالة منذ 8 سنوات.
تجري التحقيقات بتهمة الخيانة العظمى، وتتفاوت العقوبات بين الاحتجاز سنة واحدة إلى السجن مدى الحياة. وقيل إن هذه القضية ستكون إحدى أخطر القضايا من نوعها في التاريخ الحديث لجهاز الاستخبارات الألماني.
فيما أُلقي القبض على المشتبه به في العاصمة الألمانية برلين، الأربعاء، 21 ديسمبر/كانون الأول، واقتيد إلى حجز التحقيق، وفتشت الشرطة شقته ومكاتب الاستخبارات الفيدرالية التي كان يعمل بها في برلين وبولاخ، بالقرب من ميونيخ، ومنزل شخص آخر.
وتدور الاتهامات حول تسليمه معلومات استخباراتية إلى الروس في وقت سابق من هذا العام، إلا أن الصحافة الألمانية تلمح إلى كونه انقلب على بلاده قبل ذلك بمدة طويلة، وذكرت صحيفة Der Spiegel أن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أُبلغ بالشكوك قبل بضعة أسابيع.
يقود التحقيقات المدعي العام الأعلى في ألمانيا، وهو المخول عادة بالتعامل مع القضايا الحرجة التي تطال تأثيراتها الأمن القومي للبلاد.
وقال برونو كال، رئيس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، إنه لا يمكنه الكشف عن أي تفاصيل محددة بشأن الشخص المشتبه بكونه عميلاً مزدوجاً، لأن روسيا قد تستخدم هذه التفاصيل "بقصد الإضرار بألمانيا"، إذ "حين تكون روسيا هي الخصم، فإننا نتعامل مع خصم لا يرحم، ولديه استعداد لاستخدام العنف، وهو أمر يتعين علينا أن نأخذه في الحسبان".
من جهة أخرى، كانت أجهزة أمن سويدية كشفت الشهر الماضي عن وجود عملاء محتملين لروسيا في صفوفها.
وفي هذا السياق، يقال إن وكالات الاستخبارات الروسية استهدفت ألمانيا بضراوة خلال السنوات الماضية، وبات لديها عدة مئات من المصادر في البلاد. وقد طردت ألمانيا خلال السنوات الأخيرة نحو 48 دبلوماسياً روسياً مشتبهاً بهم بالتجسس من برلين ومدن أخرى. وحُكم على ضابط احتياط بالجيش الألماني الشهر الماضي بالسجن 21 شهراً مع وقف التنفيذ بتهمة نقل أسرار لمديرية المخابرات العسكرية الروسية (GRU).
أخبر رئيس جهاز المكتب الفيدرالي لحماية الدستور -وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية، والمسؤولة أيضاً عن مراقبة نشاط التجسس المضاد- نواب البرلمان حديثاً بأن الجواسيس الروس لجأوا إلى وسائل أشد عدوانية بعد تقلص أعدادهم وتشدُّد المواقف الألمانية تجاه الكرملين.
في المقابل، كانت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية كشفت منذ عدة سنوات عن عميل مزدوج تجسس عليها لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. ويُدعى Markus R، وقد حُوكم عام 2014 وحُكم عليه بالسجن 8 سنوات.
