ماكرون يريد الخروج من “العباءة الأمريكية”.. دعا أوروبا لتقليل الاعتماد على واشنطن والناتو وعدم التعويل عليهما

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/22 الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/22 الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي جو بايدن - رويترز

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تقليل اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة، إذ قال ماكرون على متن الطائرة الفرنسية الرئاسية، إن دول الاتحاد بحاجة إلى القيام بدور أكثر حزماً داخل منظمة حلف شمال الأطلسي، وتطوير قدراتها الدفاعية الخاصة، بعيداً عن واشنطن، بحسب ما نشرته Wall Street Journal الأمريكية، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2022.

الرئيس الفرنسي قال لثلاثة صحفيين أثناء عودته من الأردن، إن أوروبا القوية ستسمح للقارة بأن تصبح أكثر استقلالية داخل الحلف، وتتصرف "داخل ومع الناتو دون أن تعتمد على الناتو"، وأضاف: "لا يجب الاعتماد على الحلف، بل يجب العمل معه"، مردفاً: "يجب أن نعيد التفكير في استقلاليتنا الاستراتيجية".

ويأتي هذا في وقت تعيش فيه العلاقات الأمريكية الأوروبية على وقع "أزمة" غير معلنة، بسبب أزمة الطاقة التي خلّفتها حرب أوكرانيا، إذ تزايدت الانتقادات الأوروبية للإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة، بعد أن رفعت واشنطن أسعار بيع الغاز بأكثر من 4 أضعاف سعر البيع في السوق الأمريكي، وهو ما اعتبره الأوروبيون استغلالاً مرفوضاً للأزمة.

ماكرون أمريكا ناتو
ماكرون وبايدن في قمة مجموعة السبع/ رويترز

وحذَّر ماكرون بدوره في وقت سابق، في خطاب ألقاه في السفارة الفرنسية بواشنطن، من "خطر أن تذهب أوروبا عموماً، وفرنسا تحديداً، ضحيةً للتنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين"، فيما اعتبر ماكرون برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات يهدد "بتفتيت الغرب".

ويتجلّى التباين الفرنسي-الأمريكي أولاً على صعيد الحرب في أوكرانيا، فمنذ بدء الغزو الروسي، في 24 فبراير/شباط، يعتمد ماكرون موقفاً يُزعج واشنطن؛ إذ يعبر عن دعمه الكامل لكييف من جهة، فيما يحبّذ التحاور مع موسكو من أجل إنهاء الحرب "حول طاولة المفاوضات"، حين ترى كييف ذلك مواتياً.

ويواصل ماكرون موقفه الدبلوماسي "التوفيقي" هذا، من خلال تنظيمه مؤتمراً في باريس، في 13 ديسمبر/كانون الأول، لدعم المقاومة المدنية في أوكرانيا، فيما يعد بالتحدث مجدداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة".

والشقّ الشائك في هذه الزيارة يتعلق على الأرجح بالملف التجاري، من أسعار الغاز الأمريكي الذي تستورده أوروبا، مروراً بالمنافسة مع الصين، ووصولاً إلى الإجراءات الحمائية الأمريكية. 

وبينما تخطط الولايات المتحدة لاستثمارات ودعم ضخم، بموجب قانون خفض التضخم (IRA)، يخشى الأوروبيون من تأثيرات هذا التشريع السلبية على منافسة شركاتهم، في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة النظيفة

تحميل المزيد