توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، بأن جيش بلاده "سيدمر" منظومة الدفاع الجوي الأمريكي "باتريوت" في حال تسلمتها أوكرانيا، مشيراً إلى أن تسليم الولايات المتحدة هذه الصواريخ إلى أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع.
لكن الرئيس الروسي قلل كذلك خلال مؤتمر صحفي مصور في موسكو، من قوة وأهمية تلك المنظومة الأمريكية للدفاع، وقال إنها "قديمة ولا تعمل بكفاءة مثل الأنظمة الروسية إس 300".
يأتي ذلك بعد ساعات من تصريح للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال فيه إن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة صواريخ باتريوت، والذي تم إعلانه خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، لن يسهم في تسوية الصراع، كما أنه لن يحول بين روسيا وتحقيق أهدافها.
وقال بيسكوف: "لم تظهر أي مؤشرات على الاستعداد لإجراء محادثات سلام خلال زيارة زيلينسكي"، معتبراً ذلك دليلاً على أن الولايات المتحدة تخوض حرباً بالوكالة مع روسيا "حتى آخر أوكراني".
وفيما يتعلق بأنظمة صواريخ باتريوت، قال بيسكوف: "هذا لا يفضي إلى تسوية سريعة، بل العكس تماماً. كما أنه لا يمكن أن يمنع روسيا الاتحادية من تحقيق أهدافها من العملية العسكرية الخاصة"، وهو المصطلح الروسي لوصف الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف.
وسبق أن هددت موسكو بقصف أنظمة صواريخ الباتريوت إن وصلت إلى أوكرانيا.
زيلينسكي "سعيد" بـ"الباتريوت"
من جانبه، أبلغ زيلينسكي الكونغرس الأمريكي أن تقديم المساعدات لبلاده استثمار في الديمقراطية، وتحدث عن المعارك ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية؛ للضغط من أجل مزيد من المساعدة في الحرب ضد روسيا.
ووصف زيلينسكي تقديم المنظومة بأنه خطوة مهمة في إنشاء درع جوية.
وقال في مؤتمر صحفي مع بايدن بالبيت الأبيض: "إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها حرمان الدولة الإرهابية من أداتها الرئيسية للإرهاب، من إمكانية ضرب مدننا، وطاقتنا".
جاءت تصريحات زيلينسكي، في الوقت الذي يستعد فيه الجمهوريون، الذين يشكك بعضهم بشكل متزايد في جدوى إرسال مساعدات كبيرة إلى أوكرانيا، لتولي السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الديمقراطيين في الثالث من يناير/كانون الثاني.
والكونغرس بصدد الموافقة على مساعدات عسكرية واقتصادية طارئة بقيمة 44.9 مليار دولار، ستضاف إلى نحو 50 مليار دولار أُرسلت بالفعل إلى أوكرانيا هذا العام مع استمرار أكبر نزاع على أراضٍ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
كما أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 1.85 مليار دولار لأوكرانيا، تشمل منظومة باتريوت للدفاع الجوي.
وقال زيلينسكي للصحفيين: "نود الحصول على مزيد من منظومات باتريوت… إننا نخوض حرباً".
فيما قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بالبيت الأبيض، إن واشنطن لا ترى أي بادرة على استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للانخراط في صنع السلام.
من جانبه، قال ميخايلو بودولياك مساعد زيلينسكي، إن الولايات المتحدة "حددت أخيراً خط البداية" في الصراع.
وكتب بودولياك على تويتر: "أولاً: روسيا يجب أن تخسر. ثانياً: لا أرض مقابل تنازلات زائفة/عالمية. ثالثاً: ستتلقى أوكرانيا كل المساعدات العسكرية الضرورية قدر الإمكان. رابعاً: لا أحد يهتم بهوس روسيا حول التفاوض معنا".
ضربات روسية متكررة
وتعرضت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية، لضربات روسية متكررة استهدفت البنية التحتية للطاقة، مما ترك الملايين بدون كهرباء أو مياه جارية، في ظل برد الشتاء القارس.
فيما نقلت وكالة تاس للأنباء، عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة قوله إن زيارة زيلينسكي أكدت أن التصريحات الأمريكية عن عدم الرغبة في صراع مع روسيا "مجرد عبارات جوفاء".
وبحسب الوكالة قال أناتولي أنتونوف إن تصرفات الولايات المتحدة الاستفزازية في أوكرانيا تؤدي إلى تصعيد لا يمكن تخيُّل عواقبه.
وكانت موسكو أعلنت ضم أربع مناطق في أوكرانيا، هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بعد إجراء ما يطلق عليها استفتاءات في سبتمبر/أيلول، وهي إجراءات رفضتها كييف والغرب باعتبارها زائفة.
وتسيطر القوات الروسية على لوغانسك بالكامل تقريباً لكنها لا تسيطر إلا على 60% من دونيتسك. ومنذ أغسطس/آب الماضي، تخوض القوات الروسية معركة مكلفة ومطولة للسيطرة على باخموت، وهي مدينة صناعية في منطقة دونيتسك كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألفاً.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، فاليري جيراسيموف، اليوم الخميس، إن الجبهة في أوكرانيا مستقرة وإن تركيز قواته مُنصبٌّ على "التحرير الكامل" لمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.
قبل رحلته إلى واشنطن، قام زيلينسكي بزيارة مفاجئة إلى باخموت، حيث أشاد بالقوات "الخارقة" التي تخوض معركة أصبحت ترمز إلى وحشية الحرب.
وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، إن شخصاً لقي حتفه وأصيب اثنان، اليوم الخميس، خلال قصف روسي على بلدة تشاسيف يار في منطقة باخموت.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن الوزير سيرجي شويغو زار وحدات عسكرية تقاتل في أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الإعلام الروسية (ريا نوفستي) المملوكة للدولة. ولم تذكر مكان الزيارة بشكل محدد.