قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية في تقرير نشرته الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الحكومة المكسيكية تأمل في تحويل جزيرة معسكر الاعتقال سيئة السمعة التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان، والتي كانت تضم قتلة وتجار مخدرات ولصوصاً، إلى ثاني أكبر منطقة جذب سياحي لها في المحيط الهادئ.
ففي ليلة الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، احتفل الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بافتتاح مركز جزر مارياس السياحي ضمن خطة لجذب هواة التاريخ إلى أرخبيل المحيط الهادئ الواقع على بعد 62 ميلاً (99 كيلومتراً) من ساحل ولاية ناياريت.
تحويل سجن ألكاتراز في المكسيك لمزار سياحي
حيث قال الزعيم اليساري: "تخيل السعادة الهائلة المتمثلة في الراحة والنوم والاستيقاظ في هذه الجنة التي كانت فيما قبل مثل الجحيم، لكنها الآن عادت مرة أخرى إلى مجدها".
في حين صار أرخبيل جزر مارياس، بعد تجديده، يحتوي على فيلات ستستقبل السياح الدوليين والسائحين من البر الرئيسي، وبه أيضاً متحف ومطعم ومقهى وشواطئ.
من جهتها، تعول الحكومة على تحويله إلى نقطة جذب سياحي مثل ألكاتراز، السجن سيئ السمعة الواقع على جزيرة في خليج سان فرانسيسكو.
إذ يتضمن مدخل معسكر الاعتقال قوساً يحمل اسم نيلسون مانديلا، الذي قضى قرابة 18 عاماً مسجوناً في جزيرة روبن بجنوب إفريقيا قبل انتخابه رئيساً للبلاد.
كذلك وفي مقطع فيديو ترويجي، أشادت الحكومة المكسيكية بمانديلا "باعتباره نموذجاً استطاع الصمود حتى خلف جدران السجن، وللمثل العليا والتغيير لأولئك الذين يريدون تغيير التاريخ".
من جهته، حوّل الديكتاتور بورفيريو دياز سجن جزر مارياس إلى مستعمرة عقابية للحكومة الفيدرالية في عام 1905. وتطور معسكر الاعتقال في نهاية المطاف إلى 9 مرافق احتجاز، التي احتجزت مدانين سيئي السمعة مثل الشيوعي الإسباني رامون ميركادير، العميل السوفييتي الذي قتل الثوري الماركسي الروسي ليون تروتسكي في مكسيكو سيتي في أغسطس/آب 1940.
إيواء نزلاء محبوسين
في حين تجدّد نظام السجون في ظل حكومة الرئيس السابق إرنستو زيديليو، وفي عام 2003 أعلنت إدارته أن الجزيرة عبارة عن محيط حيوي، لكنها استمرت في إيواء النزلاء.
من جهة أخرى، عمل السجناء في الجزيرة على حصد الملح والروبيان المستزرع. وحاولوا جني القليل من المال من تخمير الكحول الخاص بهم من الفاكهة المخمرة، أو المتاجرة بالطيور الغريبة بالمخالفة للقانون أو قتل أفاعي الأصلة العاصرة لصنع الأحزمة.
وفي السنوات اللاحقة، عُرِف باسم "سجن بلا جدران" حيث عاش بعض السجناء مع عائلاتهم في شبه حرية وظروف جيدة نسبياً.
لكن تغير ذلك عندما شن الرئيس فيليبي كالديرون الحرب ضد عصابات المخدرات في عام 2006 وأرسل مئات السجناء الجدد إلى هناك. في عام 2013، وصل عدد النزلاء إلى 8000 سجين.
إغلاق سجن مارياس
أما في عام 2019، فأغلق الرئيس المكسيكي الحالي لوبيز أوبرادور سجن مارياس، وحوله إلى مكان، حيث يمكن للزوار مشاهدة الطيور والاستجمام تحت أشعة الشمس على الشواطئ وتلقي بعض دروس التاريخ، وصارت إدارة الأعمال في الجزيرة تحت مسؤولية وزير البحرية المكسيكي.
من جهته، قال لوبيز أوبرادور: "هذه سياحة للرحلات والاستكشاف والعيش مع الطبيعة. إعادة إنشاء التاريخ، إنه شيء استثنائي، غير عادي".
في حين سيغادر الزوار الأوائل من مدينة ماساتلان بولاية سينالوا، على متن عبّارة الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، ويصلون إلى مستوطنة بويرتو باليتو الرئيسية.
يذكر أن المكسيك قد تمتعت بازدهار السياحة بعد الوباء، حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين إلى البلاد بنسبة 56.4% خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبزيادة 7.3% مقارنة بعام 2019.