أعلن المجلس الرئاسي الليبي، في بيان له الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، عقد الاجتماع التحضيري لملتقى المصالحة الوطنية في 8 يناير/كانون الثاني 2023 في العاصمة طرابلس. وأضاف أنه جرى "التأكيد على كل الأطراف المشاركة في العملية السياسية لاختيار ممثليها للاجتماع الذي سيضم كل مكونات الشعب الليبي دون إقصاء لأي طرف".
جاء ذلك خلال لقاء في طرابلس ضم عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وأعضاء اللجنة الاستشارية لمشروع المصالحة الوطنية، ورئيس بعثة الاتحاد الإفريقي، وزير خارجية الكونغو، برازافيل جان كلود جاكوسو، وفق بيان للمجلس.
اقرأ أيضاً
مناقشة الخطوات العملية للمصالحة في ليبيا
حيث ناقش المجتمعون "الخطوات العملية التي أقرتها اللجنة التحضيرية في اجتماعاتها الأخيرة، لانعقاد الاجتماع التحضيري للمصالحة الوطنية".
بدوره، أكد جاكوسو "الدعم الإفريقي لمشروع المصالحة الوطنية في ليبيا، للعبور إلى مرحلة الاستقرار، وبناء دولة ديمقراطية، معبراً عن التزام دول الاتحاد بمساعدة ليبيا في هذا الملف بالخبرة والاستشارات"، وفق البيان.
من جانبه، يقود المجلس الرئاسي ملف المصالحة الوطنية، إذ أعلن في 6 أبريل/نيسان2021 تأسيس مفوضية وطنية عليا للمصالحة لحل الخلافات بين الليبيين.
كما يعتبر مراقبون أن "التأسيس للمصالحة بين الليبيين وربط جسور التراحم بين أبناء الأقاليم الثلاثة (طرابلس وبرقة وفزان)، يساعد في بناء أرضية مناسبة لانتخابات نزيهة يقبل الجميع بنتائجها، تؤسس لعقد اجتماعي وسياسي لإعادة بناء الدولة الليبية على أسس سليمة".
كذلك وفي لقاء آخر مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، شدد اللافي على ضرورة عدم إهدار المزيد من الوقت دون حسم المسار الانتخابي، مرحباً بما ورد في إحاطة باتيلي الأخيرة أمام مجلس الأمن.
اقرأ أيضاً
البحث عن آلية لحل الأزمة
من جهة أخرى، فقد دعا باتيلي، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، إلى البحث عن آلية بديلة لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد في حال تعذر توافق مجلسي النواب والدولة على قاعدة دستورية تقود لانتخابات.
كما ذكر بيان صادر عن المجلس الرئاسي أن لقاء اللافي وباتيلي استعرض مبادرة المجلس الرئاسي لمعالجة النقاط الخلافية، والوصول إلى إنجاز قاعدة دستورية، ومناقشة ملف المصالحة الوطنية، والخطوات المتسارعة للمجلس الرئاسي لتنظيم المؤتمر الجامع من أجل تحقيق المصالحة.
في الوقت نفسه، أكد اللافي وفق البيان، حرص المجلس الرئاسي على إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أهمية الملتقى التحضيري الذي سيعقد في يناير/كانون الثاني 2023.
توافق بين الليبيين
من جانبه، أشاد المبعوث الأممي بمبادرة المجلس الرئاسي لتحقيق التوافق بين أطراف العملية السياسية، وأثنى على الخطوات التي قطعها مشروع المصالحة الوطنية، مجدداً دعم البعثة الأممية لهذه الجهود.
يذكر أنه وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2022 أعلن المجلس الرئاسي مبادرة لحل الأزمة، عبر لقاء تشاوري بين المجالس الثلاثة (الرئاسي والنواب والأعلى للدولة)، بالتنسيق مع باتيلي.
في حين تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في تصارع حكومتين على السلطة، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها البرلمان، والثانية حكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
لحل الأزمة، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للتوافق على قاعدة دستورية تقود البلاد لتلك الانتخابات، لكن ذلك يسير ببطء، وسط خلافات متجددة بين الجانبين.