قال عدد من المسؤولين العراقيين إن المحادثات الدبلوماسية التي تتوسط فيها بغداد بين إيران والسعودية "تعطلت"، وذلك على خلفية مزاعم طهران بأن المملكة ساهمت في التحريض الأجنبي المزعوم على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تشهدها إيران، بحسب ما نقلته وكالة Associated Press الأمريكية، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022.
وأشاد كثيرون بهذه الخطوة التي ستخفف التوترات في المنطقة، وكان رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني، قال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد توليه منصبه، إنه طُلب من العراق الاستمرار في تسهيل الحوار، بحسب الوكالة ذاتها.
وساطة عراقية
على أنه لم يُحدَّد موعد الجولة السادسة من هذه المحادثات، التي ستستضيفها بغداد، لأن طهران رفضت لقاء المسؤولين السعوديين مع دخول الاحتجاجات في إيران شهرها الرابع، بحسب المسؤولين العراقيين.
ففي أول زيارة رسمية له لطهران في نوفمبر/تشرين الثاني، سأل "السوداني" عن استئناف المحادثات، وذكر أنه سيتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض قريباً.
لكن الإيرانيين أخبروه بأنهم لن يجتمعوا مع نظرائهم السعوديين، واتهموا المملكة بدعم الاحتجاجات التي تشهدها إيران من خلال قنوات إعلامية تمولها السعودية، وفقاً لمسؤول عضو بتحالف الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، وهو تحالفٌ أغلبه من جماعات مدعومة من إيران.
وأكد هذه التفاصيل خمسة مسؤولين عراقيين، من بينهم مسؤولون حكوميون وجماعات مسلحة مدعومة من إيران وأعضاء في أحزاب سياسية شيعية. وجميعهم تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخول لهم مناقشة هذا الموضوع مع وسائل الإعلام، بحسب أسوشييتد برس.
"المحادثات توقفت"
في حين أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن المحادثات توقفت، لكنها لم تقدم تفسيراً لذلك. وقالت البعثة في بيان: "المحادثات بين إيران والسعودية توقفت قبل التطورات الأخيرة في إيران لأسباب مختلفة. وقد يساعدكم سؤال السعودية عنها".
وهذا الرفض الواضح من جانب إيران لمواصلة المحادثات بمثابة "انتكاسة" لـ"السوداني"، الذي كان يأمل أن تؤدي المحادثات بين السعودية وإيران إلى تمكين العراق من تعزيز دوره وسيطاً في المنطقة.
كما أنَّ وقف المحادثات قد تكون له تداعيات في المنطقة أيضاً، إذ تدعم الدولتان قوى متصارعة في عدة حروب بالشرق الأوسط، مثل سوريا واليمن.
وتتهم إيران السعودية بتمويل قناة إيران الدولية Iran International في لندن، وهي قناة إخبارية تقدم تغطية مكثفة للاحتجاجات التي اندلعت في إيران منتصف سبتمبر/أيلول الماضي. والقناة مملوكة لشركة Volant Media UK، التي تضم مساهمين سعوديين تربطهم صلات بالعائلة المالكة السعودية.
وانزعجت طهران أيضاً من بيان مشترك صدر بعد القمة العربية الصينية في الرياض الأسبوع الماضي، بحسب مسؤول عراقي في وزارة الخارجية. إذ قالت السعودية والصين في البيان، إنهما اتفقتا على "تعزيز التعاون المشترك لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني"، ودعا البيان إيران أيضاً إلى احترام "مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وانطلقت المحادثات المباشرة بين الرياض وطهران في أبريل/نيسان عام 2021، بوساطة العراق؛ في محاولة لتحسين العلاقات. واعتبر كثيرون مجرد وجود حوار أمراً حيوياً، حتى لو كانت نتيجته الملحوظة الوحيدة حتى الآن إعادة إيران فتح مكتب تمثيلي لها لدى منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية.