أكد عاملون بمحارق جثث في بكين، حسبما نشرت وكالة فرانس برس في تقرير لها الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن المحارق مكتظة بسبب موجة غير مسبوقة من الإصابات بكوفيد-19 في الصين، يُتوقع أن تصل قريباً إلى المناطق الريفية، بحسب السلطات.
حيث ينتشر الوباء بسرعة في أنحاء الصين بعد أسبوع على رفع غالبية القيود الصحية السارية منذ نحو ثلاث سنوات. واعترفت السلطات بأن "من المستحيل" الآن إحصاء عدد الحالات.
حرق عشرات الجثث كل يوم
قال عامل في محرقة للجثث، لوكالة فرانس برس: "نحرق عشرين جثة في اليوم، معظمها لكبار في السن. أصيب كثير من الناس بالمرض أخيراً". وأضاف: "نحن مجبرون على العمل بشكل كثيف! من بين 60 موظفاً، هناك أكثر من 10 حالات (كوفيد) إيجابية، لكن لا خيار لدينا، هناك كثير من العمل في الآونة الأخيرة".
في سياق متصل أشار عمّال في اثنتين من دور إقامة الجنازات في بكين، تواصلت معهم وكالة فرانس برس، إلى أنّ مؤسستيهم تعملان الآن على مدار الساعة، وتقدّمان خدمات حرق الجثث في اليوم ذاته لتلبية الطلب المتزايد. وأفادت محرقة جثث أخرى بأنّ لديها الآن قائمة انتظار مدّتها أسبوع.
مع ذلك، لا تشير الأرقام الرسمية إلى أي وفيات مرتبطة بكوفيد منذ الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2022، وقد دعت الهيئة المسؤولة عن مكافحة كوفيد، الجمعة، الحكومات المحلية إلى زيادة المراقبة والرعاية الطبية للعائدين إلى عائلاتهم في المناطق الريفية، مع اقتراب العام الصيني الجديد في يناير/كانون الثاني 2022.
في حين يتسبب هذا الحدث كل عام بأكبر حركة انتقال في العالم. ومن المتوقّع أن يزداد الطلب هذا العام بعد رفع القيود المفروضة على السفر بين المقاطعات.
التقليل من خطورة أوميكرون
في هذه الأثناء، قلّلت وسائل الإعلام الحكومية والخبراء الصينيون من خطورة المتحوّرة أوميكرون في الأيام الأخيرة، فيما اقترح خبير أمراض الجهاز التنفسي زونغ نانشان إعادة تسمية كوفيد بـ"زكام فيروس كورونا".
غير أنّ البلاد تضمّ ملايين المسنّين المعرّضين للخطر، لأنّهم لم يتلقّوا لقاحاً، بينما باتت اختبارات "بي سي آر" والأدوية المخفّضة للحرارة غير متوافرة في كثير من الصيدليات.
في حين أوردت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة هونغ كونغ، أنّ كوفيد يمكن أن يودي بحياة مليون شخص في الصين هذا الشتاء، في غياب الجرعة الرابعة من اللقاح أو قيود جديدة.
رسمياً، نُسبت تسع وفيات فقط إلى الوباء منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وسجّلت البلاد أكثر من 10 آلاف حالة يومياً منذ ذلك الحين. وقبل ذلك، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة مرتبطة بفيروس كورونا بين 28 مايو/أيار و19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
أزمة في المستشفيات الصينية
في الوقت نفسه أبلغ مديرو خمس دور لرعاية المسنّين الصحافة المحلية أنه لم يعد بإمكانهم الحصول على اختبارات "بي سي آر" أو على الأدوية بسبب النقص في هذه المواد. وقالوا إنه ليست لديهم خطة طوارئ في حال ازدياد الحالات.
كما رفض موظفون بالعديد من دور الرعاية في بكين، تواصلت معهم وكالة فرانس برس، مناقشة الوضع في مؤسساتهم.
على الصعيد الوطني، تواصل كثير من دور رعاية المسنّين عملها في إطار "دائرة مغلقة"، أي إجراء حجر يفرض على العمّال النوم في الموقع، وفقاً لما نُشر على الإنترنت في الأيام الأخيرة.
لكن افتقار الصين إلى عيادات الأطباء يعني أنّ الناس يميلون إلى الذهاب إلى المستشفى حتى في حال وجود مشكلة بسيطة، الأمر الذي يؤدي الى ازدحامات.
في حين انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمصابين بكوفيد يجلسون على مقاعد خارج مستشفيات مزدحمة ويتلقّون حقن المحلول الملحي.
في الوقت نفسه تمكّنت وكالة فرانس برس من تحديد الموقع الجغرافي لأحد هذه المقاطع، إذ تم تصويره أمام مستشفى في مدينة هانشوان بمقاطعة هوبي (وسط)، حيث أكد موظف في المستشفى أنّ تاريخ مقطع الفيديو يعود إلى الثلاثاء.
كما قال لـ"فرانس برس": "المرضى في هذا الفيديو عرضوا أن يجلسوا خارجاً في الشمس، لأنه كان هناك عدد كبير من الناس في الداخل".