نقلت محطة إخبارية تركية عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022 إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع النظام السوري لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق.
وأضافت "خبر ترك" أن الرئيس أردوغان قال للصحفيين بعد زيارة لتركمانستان إنه عرض على بوتين المبادرة بعقد سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا والنظام السوري لتناول العلاقات مع دمشق والتي اتسمت بالتوتر منذ فترة طويلة.
وتابع الرئيس التركي: "أولا أجهزة مخابراتنا ثم وزراء الدفاع ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) يمكنهم الاجتماع. بعد اجتماعاتهم، ربما نجتمع نحن كزعماء. عرضت الأمر على السيد بوتين ولديه رؤية إيجابية بشأنه".
ويشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس التركي عن إمكانية تطبيع العلاقات مع النظام السوري، ففي وقت سابق أعلن أردوغان، أن لقاءه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، "سيكون ممكناً عندما يحين الوقت المناسب".
الرئيس التركي أردوغان قال في مؤتمر صحفي عقده في ختام مشاركته في اجتماع قمة "المجتمع السياسي الأوروبي"، بالعاصمة التشيكية براغ: "مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال حالياً، لكن لا يمكنني أن أقول إن من المستحيل مقابلة الأسد". وتابع قائلاً: "عندما يحين الوقت المناسب، يمكننا أيضاً أن نتجه إلى الاجتماع مع الرئيس السوري"، على حد قوله.
يأتي هذا في وقت كشفت فيه تقارير عن تقارب بين أنقرة والنظام السوري، إذ كشفت تقارير في وقت سابق أن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري في دمشق، في مؤشر على تقدُّم جهود روسية لإذابة الجليد بين الطرفين.
حيث قال مصدر إقليمي مؤيد لدمشق إن رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان ورئيس المخابرات السورية علي مملوك، التقيا هذا الأسبوع في العاصمة السورية.
ويُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي، بعد أن أعاد الأسد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، بمساعدة روسيا وإيران.
لكن التقارب يصطدم بتعقيدات كثيرة، من بينها مصير مقاتلي المعارضة وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي وتركيا؛ هرباً من حكم الأسد.
وتنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قوات على الأرض في إدلب وباقي المنطقة الشمالية الغربية.
وفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي، بحث مملوك وفيدان، الذي يعد أحد أبرز المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال الاجتماعات الأخيرة، احتمال عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في نهاية المطاف.
وبدا التقارب التركي – السوري في حكم المستحيل بالمراحل المبكرة من الصراع السوري الذي خرج من رحم الانتفاضة ضد الأسد في عام 2011 وأسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، واجتذب تدخلات من العديد من القوى الأجنبية، وقسم البلاد إلى مناطق متشرذمة.
ووصف أردوغان الأسد بأنه "إرهابي"، وقال إن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا وهو على مقعد الرئاسة، بينما وصف الأسد أردوغان بأنه لص؛ "لسرقته" الأراضي السورية.
لكن وفي تغيّر واضح في لهجته، قال أردوغان إنه لا يمكنه استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سوريا في المطلق. ويواجه أردوغان انتخابات محتدمةً العام المقبل، ستتمثل ملفاتها الساخنة في طريقة إعادة بعض اللاجئين السوريين في تركيا والذين وصل عددهم الآن إلى 3.7 مليون.