حث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي العالم على الاعتراف بقيمة نظام الطب التقليدي أو البديل، المعروف باسم الأيورفيدا؛ إذ تحدث مودي في مؤتمر الأيورفيدا العالمي في ولاية غوا يوم الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، معرباً عن رضاه عن اكتساب هذه الممارسة شهرة في جميع أنحاء العالم.
وقال مودي، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية: "أنا سعيد لأنَّ أكثر من 30 دولة قد اعترفت بالأيورفيدا باعتبارها نظاماً للطب التقليدي. يجب أن نصل إلى المزيد من البلدان من خلال الجهود الموحدة".
وتعتمد الأيورفيدا على اتباع نهج "طبيعي" مع الصحة الجسدية والعقلية، وتتضمن منتجات مشتقة أساساً من النباتات وتركز على النظام الغذائي وممارسة الرياضة ونمط الحياة. ولا يزال ملايين الهنود يعتمدون على الطب التقليدي؛ لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة زيارة الطبيب.
كان أحد الموضوعات التي ظلت حكومة مودي القومية الهندوسية تكررها هو أنَّ الأيورفيدا هي مساهمة الهند في العالم وأحد "الإنجازات الثقافية" للبلاد في عام 2014، أنشأ مودي وزارة للترويج للأيورفيدا والأنظمة التقليدية الأخرى.
وخلال رحلته إلى ولاية غوا، افتتح مودي أيضاً معهداً جديداً لأبحاث الطب التقليدي، بالإضافة إلى هيئتين افتراضيتين في دلهي وغازي آباد.
على مر السنين، قدم بعض وزرائه وأنصاره ادعاءات غريبة عن هذه الممارسة. فقد زعم أحد المؤيدين، وهو رجل الأعمال ومعلم اليوغا بابا رامديف، عدة مرات، أنه يمكنه علاج السرطان وجميع أنواع الأمراض الأخرى، وقال في أغسطس/آب: "لإنقاذ البشرية، يجب أن يعود العالم إلى اليوغا والأيورفيدا والمعالجة الطبيعية والثقافة الهندية".
كما يؤكد مودي على نفس النقطة، لكن بمزيد من الحذر. فقد صرح في غوا: "لقد جرب العالم العديد من طرق العلاج والآن يعود إلى طريقة الأيورفيدا القديمة".
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في إحياء اعتزاز الهنود بثقافتهم وتراثهم. ويعتقد حزب بهاراتيا جاناتا أنَّ الكثير من "الحكمة القديمة" للهند قد تعرضت للتدمير؛ أولاً من الحكم الاستعماري البريطاني، ثم فيما بعد بسبب إهمال النخبة المتأثرة بالثقافة الغربية التي حكمت البلاد بعد الاستقلال.
من جانبها، عارضت الجمعية الطبية الهندية باستمرار بعض الادعاءات التي قدمها الوزراء، بما في ذلك أنَّ ممارسة الأيورفيدا عالجت مرضى "كوفيد-19" وأنَّ ممارسي الأيورفيدا مجهزون لإجراء جراحات.
وعلّق طبيب أطفال متقاعد، الدكتور سوبهاش آريا، أنه بينما يجب على الجميع التعامل مع الأيورفيدا بعقل متفتح، فإنَّ تنظيم هذه الممارسة أمر حيوي وقال: "مثل جميع الأدوية، يجب اختبار علاجات الأيورفيدا، بما في ذلك المقويات والمكملات الغذائية، بدقة وإخضاعها لمراقبة الجودة. ويجب أن تتوقف المزاعم التي لا أساس لها في الإعلانات والتلفزيون".
وفي ملاحظاته الأخيرة، أقرّ مودي بالحاجة إلى أن يقدم ممارسو هذا النهج أدلة على نتائج علاجاتهم، وتابع مودي: "كان لدينا نتائج الأيورفيدا وتأثيرات إيجابية لصالحنا، لكننا كنا متُخلّفين من حيث الأدلة. يجب جمع بياناتنا وأبحاثنا ومجلاتنا الطبية معاً لتأكيد مطالب المعايير العلمية الحديثة".
