قال موقع Axios الأمريكي، الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن إيران تريد خفض مدى الصواريخ التي تخطط لتزويد روسيا بها من أجل الحرب في أوكرانيا؛ خوفاً من رد فعل دولي عنيف، وذلك حسبما ورد إلى الموقع على لسان 4 مسؤولين إسرائيليين بارزين نقلاً عن تقارير استخباراتية.
أوضح الموقع أن الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تُرسَل إلى روسيا يمكن أن تنتهك قراراً صادراً عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يُفعِّل آليةً لـ"إعادة العقوبات"، مما قد يتسبب في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران.
يمكن أن يكون مثل هذا الموقف إشكالياً بالنسبة لإيران، لكنه سيكون أكثر إشكالية بالنسبة لروسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفق المصدر ذاته.
بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، الذي مُرر في عام 2015 في إطار الاتفاق النووي، لا يُسمح للبلاد بإرسال أو استقبال صواريخ باليستية إيرانية أو مُسيرات إيرانية ذات مدى يتجاوز 300 كيلومتر، أو حمولة تتجاوز 500 كيلوغرام حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مخاوف إسرائيلية
وقال المسؤولون الإسرائيليون لموقع "أكسيوس" إن إسرائيل تخشى أن تزود روسيا إيران بالمحركات التي تحتاجها للصواريخ طويلة المدى، مما يمكن أن ينتهك قرار مجلس الأمن. إضافة إلى أنها قلقة من أن تسمح موسكو لطهران بهامش حرية عملياتية أكبر في سوريا لشن هجمات ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة.
وأنكرت إيران في بداية الأمر إمداد روسيا بالطائرات المسيرة، لكنها اعترفت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأنها أرسلت أسلحة، لكنها ادعت أن ذلك حدث قبل بداية الحرب.
كما أنكرت روسيا بدورها استخدام المسيَّرات إيرانية الصنع لشن هجمات ضد أهداف مدنية في أوكرانيا، برغم الأدلة المتزايدة التي تؤكد نقيض هذه الرواية، بحسب "أكسيوس".
وأوضح المسؤولون الأربعة أن الضغط الدولي لم يردع إيران كلياً عن التخطيط لإرسال صواريخ إلى روسيا، وهي تنوي المضي قدماً في إرسال الصواريخ قريباً.
تخفيض مدى الصواريخ
ولكن في إطار جهودها لتخفيف التداعيات الدولية وعدم انتهاك قرار مجلس الأمن، تخطط إيران لإمداد روسيا بالصواريخ التي يقل مداها عن 300 كيلومتر وتعديل الصواريخ الأخرى كي تبقى ضمن النطاقات التي يحددها القرار، وذلك وفقاً لما أفاد به المسؤولون الإسرائيليون لموقع "أكسيوس".
أضافوا أن هذه الأسلحة تضمنت منظومة فاتح 110 الصاروخية، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، لكن الإيرانيين يخططون لتعديلها؛ كي لا تنتهك القرار.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الإيرانيين فكروا في إمداد روسيا بصاروخ "ذو الفقار"، الذي يصل مداه إلى 700 كيلومتر، لكنهم توقفوا عن التفكير في إرسال هذه الصواريخ.
وأوضح موقع "أكسيوس" أن وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية والمتحدث باسم ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، لم يردا على طلبات للتعليق على الأمر.
نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا
من جانب آخر، شهدت الأسابيع الأخيرة تلقي عشرات من الدول الغربية ملفاً قدمته إسرائيل إلى هذه الدول، ويحتوي على معلومات استخباراتية حول عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يأملون استخدام التركيز الراهن على المساعدات التي تقدمها إيران إلى جهود الحرب الروسية، ليكون وسيلة لزيادة الضغط الدولي على طهران.
صحيحٌ أن البيت الأبيض رفض التعليق على التقييمات التي قدمتها إسرائيل، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قال في إحاطة أمام الصحفيين، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول، إن إدارة بايدن لا تزال "قلقة" من الاحتمالية التي تقول إن إيران سوف تزود روسيا بصواريخ باليستية.
"إدانة" أوروبية
والتقى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول؛ لإدانة المساعدة العسكرية التي تقدمها إيران إلى روسيا خلال الحرب.
وفي بيان عقب الاجتماع، شدد الاتحاد الأوروبي على أن "أي عملية نقل مُسيرات قتالية محددة أو صواريخ من إيران وإليها بدون إذن مسبق من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، انتهاك" للقرار 2231.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سوف ينعقد في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ لتطبيق القرار رقم 2231.
وتزعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بالفعل أن عمليات نقل الطائرات الإيرانية المسيرة إلى روسيا تنتهك القرار، في حين تزعم روسيا وإيران أنها لا تنتهك قرار مجلس الأمن.