قال ممثلو الادعاء الفرنسيون، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنهم وضعوا امرأة أوكرانية على صلة بحاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) قيد تحقيق رسمي، في إطار تحقيق أوسع عبر الحدود في اتهامات بالاحتيال.
حيث صرح متحدث باسم مكتب المدعين الماليين الوطنيين في باريس بأن آنا كوساكوفا، التي لرياض سلامة ابنة منها وفقاً لشهادة ميلاد اطّلعت عليها رويترز، يُشتبه في تورطها في عمليات غسل أموال.
إخطار المشتبه بها الأوكرانية بالاتهامات
أضاف المتحدث باسم مكتب المدعين الماليين الوطنيين في باريس، أن كوساكوفا، التي تم إخطارها بالتهم الأولية في 14 يونيو/حزيران 2022، اضطرت إلى تسليم جواز سفرها وأُمرت بعدم مغادرة فرنسا، مؤكداً ما ورد في تقرير لموقع ميديابارت الفرنسي، وقال محامي كوساكوفا إنه وموكلته سيتجاوبان قريباً جداً مع قرارات الادعاء الفرنسي.
في الوقت نفسه لم يرد سلامة على طلب للتعليق. ولم يعلن الادعاء الفرنسي سلامة مشتبهاً به، ولكن صودرت بعض أصوله العقارية بفرنسا في إطار التحقيق.
لكن بيير أوليفييه سور، محامي سلامة، قال إن القرار الذي صدر في يونيو/حزيران 2022، بشأن كوساكوفا "لا يغير شيئاً". وأضاف أنهم ينتظرون أن تفصل محكمة فرنسية في الطعن في قرار مصادرة الممتلكات.
جهود لكشف ملابسات اختلاس ملايين الدولارات
يذكر أن التحقيق الفرنسي جزء من جهود منسقة لمدعين عامين في لبنان، وكذلك في سويسرا وألمانيا ولوكسمبورغ وليختنشتاين لمعرفة ما إذا كان سلامة قد استغل منصبه في مصرف لبنان لاختلاس مئات ملايين الدولارات من الأموال العامة.
فيما تشتبه السلطات السويسرية في أن سلامة وشقيقه، رجا، ربما استوليا بطريقة غير مشروعة على أكثر من 300 مليون دولار من مصرف لبنان بين عامي 2002 و2015 وتورطا في عمليات غسل أموال في سويسرا، وفقاً لوثائق محكمة سويسرية اطَلعت عليها رويترز.
كذلك وفي مقابلة مع رويترز في نوفمبر/تشرين الثاني2021، نفى رياض سلامة ارتكاب أي مخالفات، قائلاً إنه لم يتم تحويل مبالغ من مصرف لبنان أو الأموال العامة. ورفض شخص مقرب من رجا سلامة، التعليق.
أما في ألمانيا، فقال ممثلو الادعاء إنهم يحققون في احتمال استغلال بعض الأموال التي رصدتها السلطات السويسرية لشراء أصول عقارية، وتحديداً في ميونيخ.
الاستحواذ على عقارات في فرنسا
من ناحيتهم، يحاول المدعون الفرنسيون تحديد ما إذا كان الأخوان سلامة قد استخدما جزءاً هذه الأموال للاستحواذ على عقارات في فرنسا، من ضمنها جزء من مبنى في الشانزليزيه، بحسب أشخاص مُطَلعين على التحقيق.
ففي المقابلة مع رويترز، قال رياض سلامة إنه اشترى أصولاً عقارية بأمواله الخاصة التي جمعها عندما كان يعمل في القطاع المصرفي. ورداً على سؤال من محققين فرنسيين، العام الماضي، بشأن عمليات الاستحواذ، نفى رجا سلامة ارتكاب أي مخالفة.
فيما جذب مبنى الشانزليزيه انتباه المدعين العامين بفرنسا وكذلك في لبنان، لأنه وفقاً لسجلات الشركة وعقود الإيجار التي اطّلعت عليها رويترز، يضم مركزاً تجارياً تديره كوساكوفا، استأجر مصرف لبنان جزءاً منه.