بالأرقام: تصاعد العمليات الفدائية أربك الحسابات.. كيف كان 2022 مخيباً لأمل الأمن الإسرائيلي؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/06 الساعة 16:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/06 الساعة 16:50 بتوقيت غرينتش
الحجز الذي اتشبك فيه الشهيد الفلسطيني عدي مع قوات الاحتلال الإسرائيلي/Getty Images

شكَّلت عملية القدس التفجيرية الأخيرة ذروة العمليات الفدائية الفلسطينية التي اندلعت في نسختها الأخيرة منذ مطلع عام 2022، وما زالت مستمرة مع اقتراب العام من طيّ صفحته.

وقد أودت هذه العمليات حتى الآن بحياة ثلاثين إسرائيلياً بين الجنود والمستوطنين، وإصابة العشرات، مما زاد من مخاوف الاحتلال من انطلاق انتفاضة ثالثة، أو على الأقل تصاعد تدريجي في هذه الهجمات التي تتراوح التقديرات الإسرائيلية بين كونها فردية أو موجهة.

هذه السطور التحليلية تناقش ظاهرة العمليات الفلسطينية التي استغرقت العام بأسره، والتفسيرات الإسرائيلية لها، والرؤية الاستشرافية المتوقعة لمآلاتها، مع الاستعانة بلغة الأرقام الأكثر دقة في الاستدلال به.

الجدول من إعداد الكاتب استناداً إلى إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية

الشهرإطلاق نارطعندعسعبوات ناسفة وزجاجات حارقةالخسائر الإسرائيلية
يناير282129إصابة 13
فبراير522162إصابة 27
مارس529228مقتل 12 وإصابة 64
أبريل763 37مقتل 4 وإصابة 56
مايو577130مقتل 4 وإصابة 51
يونيو312131إصابة 26
يوليو443224إصابة 18
أغسطس73  26إصابة 28
سبتمبر752255مقتل واحد وإصابة 49
أكتوبر1443393مقتل 3 وإصابة 81
نوفمبر8042496 قتلى وإصابة 96
المجموع653361437730 قتيلاً وإصابة 509

عمليات المقاومة بلغة الأرقام 

فيما يزعم الجيش الإسرائيلي أنه أحبط أكثر من 380 هجوماً فلسطينياً خلال سنة 2022، فإنه شهد وقوع أضعافها، جعلت منها المعدلات الأعلى في السنوات الأخيرة.

مع العلم أن المقاومة بدأت عملياتها العام الجاري أولاً داخل الخط الأخضر؛ حيث بئر السبع والخضيرة، وصولاً إلى تل أبيب، مما شكَّل مفاجأة غير سارة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وبعدما كانت إسرائيل تستعد لاندلاع توترات أمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب أحداث القدس والأقصى، جاءت الضربة في قلب إسرائيل، ومع مرور الوقت تحولت إلى الضفة؛ حيث جنين ونابلس، وظهور خلايا "كتيبة جنين" و"عرين الأسود".

ومن باب المقارنة فقط، ففي عام 2015 الذي اندلعت فيه موجة السكاكين بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 29 قتيلاً في 2558 هجوماً، وتجاوز خط الـ20 قتيلاً في 2021، وهو العام الذي شهد حرب غزة.

لغة الأرقام كشفت عمق الاختراق الذي شكلته المقاومة للجبهة الإسرائيلية الداخلية، ففي 2021 قُتل 21 إسرائيلياً، و2020 قُتل 3، و2019 قُتل 12، و2018 قُتل 16، و2017 قُتل 18، و2016 قتُل 17، و2015 قُتل 29، والعدد الإجمالي 141 قتيلاً.

الخبير العسكري يوسي يهوشواع قال إنه "لولا إحباط أجهزة الأمن الإسرائيلية لأكثر من 380 هجمة كبيرة في 2022، شملت زراعة عبوات ناسفة ومحاولة اختطاف جنود ومستوطنين، لوصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 200، وليس 25 فقط، في ظل وجود ما يزيد على أربع مئة ألف مستوطن بجوار ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية في حالة احتكاك على مدار الساعة".

رعد وعُدي.. أيقونات للمحاكاة

العشرات من الشباب الفلسطيني الذين نفذوا عملياتهم الفدائية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين خلال 2020 سمَّاهم الفلسطينيون "أيقونات" لافتة، سواء بسبب بطولة عملياتهم، أو قدرتهم على التخفي عن عيون جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية.

ومنهم رعد حازم منفذ عملية تل أبيب، وعدي التميمي منفذ عمليتي شعفاط ومعاليه أدوميم، الذي بقي أحد عشر يوماً بعيداً عن قبضة الاحتلال، مما أثار سخطاً داخل الأوساط الإسرائيلية تجاه الفشل في تحديد مكانه وإلقاء القبض عليه.

وقد وُجهت انتقادات إسرائيلية لجميع وكالات المخابرات في الجيش والشرطة، التي بحثت عنه خلال 11 يوماً من تنفيذ العملية دون جدوى، مما دفعها لاعتبار ما حصل فشلاً أمنياً ذريعاً.

هذا الفشل جعل عُدي التميمي يُفكر بتنفيذ عملية أخرى في مستوطنة معاليه أدوميم، مؤكداً أن مواجهة إسرائيل للهجمات الفدائية صعب؛ لأن أسلوبه في تنفيذ العمليتين شكَّل إلهاماً للشباب الفلسطينيين من خلال التضحية بأنفسهم، وقلوبهم مطمئنة.

ظهور هذه النماذج أكد حجم خيبة الأمل المحيطة بأجهزة الأمن الإسرائيلية في ضوء ما تصفها بالفجوات الأمنية الخطيرة التي منحت المقاومين القدرة على تنفيذ عملياتهم، في مناطق مشبعة بالقوى الأمنية والكاميرات والدوريات ونقاط التفتيش.

المراسل العسكري أمير بوخبوط قال إن "المسلحين الذين يصلون المواقع العسكرية، ويطلقون النار، وينسحبون للمناطق المبنية بمساعدة آخرين، في المركبات، أو سيراً على الأقدام، فإنهم يتمتعون بدعم أشقائهم الفلسطينيين".

يضاف هذا بدوره إلى مشاكل الردع الإسرائيلية، وتزايد الثغرات في طريقة عمل الأجهزة الأمنية، وكأن الفلسطينيين استبدلوا السكاكين بالبنادق، وبات لديهم أساليبهم الجديدة في تحليل طرق الانسحاب من المكان، والتمويه على ملاحقتهم، وزيادة وسائل جمع المعلومات.

عرين الأسود

شهدت السنوات الماضية جهوداً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية لاستئصال المقاومة بالضفة الغربية، وتداول الجانبان مفردات أمنية ذات دلالات خطيرة من قبيل "الحلاقة، جزّ العشب"، حتى باتت الضفة تخلو من أي مسلح، ولم تعد توجد هناك قطعة سلاح بين أيدي الفلسطينيين.

لكن الأشهر الأخيرة شهدت ولادة  ظواهر مسلحة في مدينتي جنين ونابلس شمال الضفة من بينها عشّ الدبابير، وكتيبة جنين، وعرين الأسود، التي شكلت مصدر تحدٍّ للاحتلال ونقطة استقطاب للجماهير حولها، ولفتت أنظار الضباط الإسرائيليين للتعرف على ماهية الجيل الفلسطيني الجديد.

ولعل ما زاد من حيرتهم أن هذه المجموعات لا تنتمي تنظيمياً لأي فصيل بعينه، ولا تتمترس خلف أيديولوجية بعينها، مما جعل من استمرار نشاطها مصدراً لتهديد مركزي تجاه الاحتلال.

توقف الإسرائيليون عند الرسائل الصوتية التي يبعث بها قادة عرين الأسود للجماهير، وسرعان ما انتشرت عبر شبكات التواصل انتشار النار في الهشيم، وحملت معاني حماسية لتشجيع الشبان على اتباع طريق النضال.

كل هذا جعل هذه المجموعات تشكل أحد أخطر التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، رغم أنها مجموعات أقل حجماً، وعلى نطاق أضيق، على حد تعبير مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز دايان في جامعة تل أبيب.

توقف الاحتلال في تشخيصه لمخاطر هذه المجموعات المسلحة عند محددات:

أولها: إلحاق الأذى بقوات الجيش والمستوطنين في شمال الضفة الغربية.

ثانيها: تقليدهم المحتمل في مراكز أخرى من الضفة من الشباب التوّاقين، مما يعزز التهديد الأمني للاحتلال.

ثالثها: وهو أخطرها احتمال رعاية حماس لهذه المجموعات، وتزويدها بالدعم المالي واللوجيستي والعسكري.

كتيبة عرين الأسود في نابلس/ تصوير: هشام أبو شقرة
كتيبة عرين الأسود في نابلس/ تصوير: هشام أبو شقرة

خيبة أمل إسرائيلية

تسببت موجة العمليات الفلسطينية على مدار العام بأسره بظهور اعترافات إسرائيلية علنية عن الشعور بالإخفاق الكارثي وخيبة الأمل من الواقع الأمني المتدهور.

الجنرال يتسحاق بريك، القائد السابق للكليات العسكرية، ذكر أن "التبعات الأمنية لهذه الهجمات، وحالة العجز التي يبديها الجنود أمام منفذيها، تعطي مزيداً من الإثباتات على الإخفاق في تعلم الدروس، والمستوى الضعيف للتنفيذ، والافتقار للقدرة على أداء مهامهم، وتراجع الروح القتالية".

وتزامنت الانتقادات الإسرائيلية الموجهة للمستويين السياسي والعسكري مع توثيق العديد من العمليات الفلسطينية بالصوت والصورة، وكشفت عن جرأة مذهلة للمقاومين، وتراجع مهين لجنود الاحتلال.

وأعلن رئيس حزب "العصبة اليهودية" إيتمار بن غفير، أننا "أمام هجوم يتبعه هجوم، ولا يوجد منقذ للإسرائيليين، والحكومة لا تستخلص العبر، وتواصل سياسة الضعف تجاه العدو الذي "يفرك يديه" بسرور، حتى أصبح الجنود والمستوطنون مثل "البط في المرمى".

ولقد كشفت العمليات التي نفذها المقاومون عن سلسلة معضلات تواجه الاحتلال الذي حاول منع خروج الوضع عن السيطرة، لكن نجاح الهجمات قد يدفع لتقليدها من قبل باقي الفلسطينيين، في ضوء تحذيرات للأجهزة الأمن الإسرائيلية من هجمات جديدة.

حتى إن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدن شمال الضفة الغربية، تتواصل أصداؤها في أوساط الاحتلال، لاسيما في ضوء طول مدة تبادل إطلاق النيران، مما دلّ على كثافة الوسائل القتالية بحوزة المقاومين من جهة.

ومن جهة أخرى قُدرتهم على استنزاف قوات الاحتلال فترة زمنية طويلة نسبياً، الأمر الذي يستخلص منه الإسرائيليون أنهم أمام مزيد من العمليات المعقدة في المستقبل، لأنهم يشهدون زيادة باستخدام الأسلحة من قِبل قوى المقاومة.

العقيد أريئيل غونين، قائد لواء جفعاتي، قال في إحدى شهاداته: "شهدنا اشتباكاً كاملاً، تخلله تبادل لإطلاق النار، واقتحام 3 مبانٍ وإطلاق صواريخ على البناية التي تحصن فيها المسلحون، فيما جاء آخرون لمساعدتهم، وأطلقوا النار على القوات الإسرائيلية من فوق أسطح المنازل في البلدة القديمة من نابلس".

وأضاف المتحدث: "بعد انتهاء المعركة، ودخول الجنود للمبنى، عثروا على العديد من الأسلحة والعبوات الناسفة، مما أكد معلوماتنا عن زيادة في استخدام الأسلحة في المنطقة، وأن الوضع الأمني العام ما زال متوتراً، وخطر وقوع المزيد من الهجمات سيبقى قائماً".

وقال المتحدث: "في تقديري سيكون هناك وقت طويل لنكون فيه مشغولين بملاحقة منفذي ومخططي الهجمات، وستكون هناك دائماً حوادث مسلحة، ومحاولات لتنفيذ عمليات، وهذا لن يختفي في يوم واحد".

دولة الجدران

تمكن المقاومون من تنفيذ عملياتهم بالتسلل من مدن الضفة إلى داخل إسرائيل من خلال بعض الثغرات المنتشرة على طول جدار الفصل العنصري، مما حدا بالأخيرة لإحاطة نفسها بمزيد من الحواجز الأمنية والجدران العسكرية خشية استهدافها.

ورغم ذلك، فإن هذه الحواجز البرية والعوائق الأرضية لم تضمن توفير الأمن بصورة كاملة للجنود والمستوطنين، لأن المقاومة تواصل جهودها لاستهدافهم، وتطوّر تقنيات متنوعة للتغلب على العقبات الأرضية التي يضعها الاحتلال أمامهم، وهو ما اعترف به الخبير العسكري إيلان فاريد.

واشتكى ضباط الاحتلال من نقص في العربات المصفحة والسترات التي تحميهم من الرصاص، مما يحرمهم النوم أثناء مناوبتهم الليلية، وجعلهم عرضة لاستهداف الفلسطينيين الذين يتصدون لعمليات اقتحام واجتياح الجيش، سواء للرشق بالحجارة أو إطلاق الرصاص والعبوات الناسفة.

وأعلنت قيادة الاحتلال عن خطة لاستقبال 100 عربة مصفحة جديدة لمواجهة الأحداث المتصاعدة، عبر صفقة تشمل السترات الواقية المضادة للرصاص والحجارة والأكياس الرملية بعد تعرض العديد من المواقع لإطلاقات نارية كثيفة.

الذاكرة غير المنسية

مع تواصل الهجمات الفلسطينية يُخرج الإسرائيليون من ذاكرتهم الأيام "السوداء" من انتفاضة الأقصى، بما فيها من مشاهد وأصوات في شوارع تل أبيب والقدس التي شهدت سلسلة من العمليات التفجيرية والاستشهادية، ودفعتهم للاعتقاد أن مصيرهم في هذه البلاد أن يعيشوا في ظل هذا الروتين "الدامي".

حتى لو أرادت الأجهزة الاسرائيلية الهروب من مفرد الانتفاضة الثالثة، والاكتفاء بأننا أمام هجمات فردية، فلسطيني يطعن مستوطناً بسكين، وآخر يدعس آخر بسيارة، وثالث يطلق النار على حراس الأمن عند الحاجز.

مع العلم أن البروفيسور بوعاز غانور، الرئيس التنفيذي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، ارتأى تقسيم الهجمات الفلسطينية إلى ثلاثة أنواع:

الأول: يقوم به أفراد باستخدام أسلحة باردة بسكاكين وبلطات، وأحياناً بأسلحة نارية مرتجلة.

الثاني: هجمات محلية مستقلة تحتوي على عدد صغير من المسلحين، تصل للعشرات، تربطهم روابط اجتماعية وعائلية، ويعيشون في منطقة جغرافية واحدة، وتقرر تنفيذ الهجمات كعمل وطني قومي أو انتقامي.

والثالث: خلايا تابعة للتنظيمات الفلسطينية، يتم إرسالها لتنفيذ الهجوم بتوجيه واستخبارات وتحضير.

منذ بداية العام أدت الجهود الاستخباراتية والعملياتية الإسرائيلية المشتركة لإحباط العديد من الهجمات، وكشف مختبرات المتفجرات والأسلحة، واعتقال واغتيال العديد من المسلحين، لكن استمرار تنفيذ العمليات يكشف عن فجوة استخباراتية للاحتلال.

حتى إن الكاتبة الإسرائيلية أريئيلا هوفمان طرحت ما قالت إنها أسئلة باتت سائدة في السجال السياسي والأمني الإسرائيلي، ولكن بدون إجابة، ومنها: هل نتوقع أن نرى مزيداً من التصعيد في المستقبل القريب بعد هجوم القدس؟ وماذا سيكون الرد الإسرائيلي؟

وتساءلت الكاتبة كيف ستكون سياسة الحكومة الجديدة؟ وهل هذه العمليات بداية موجة عابرة من التصعيد؟ أم مقدمة لانتفاضة ثالثة؟ وهل نحن أمام استمرار للهجمات الفردية؟ أم حصيلة تعاون بين عدة أشخاص وبنية تحتية تشغيلية؟

الخشية الإسرائيلية التي لم تعد تخطئها العين أن الهجمات الأخيرة ستكون بمثابة مصدر إلهام لهجمات فردية، وتنظيم شبكات محلية إضافية، قد تؤدي جميعها لهجمات إضافية على المدى القصير.

أما على المديين المتوسط والطويل، فإن الاحتلال يواجه مشكلة في تحديد مواقع البنية التحتية المحلية في الضفة، مما قد يدفعه في ظل الحكومة القادمة للقيام بعمليات واسعة، رغم أن ذلك لا يعني ضمانة لعدم تنفيذ المزيد من الهجمات مع مرور الوقت.

يوسي يهوشاع، المراسل العسكري، لم يتردد بالاعتراف أن التخوف الإسرائيلي يتركز بعودة الأيام الصعبة التي عرفتها القدس مع بداية العقد الماضي، بسبب التشابه في التنفيذ.

كما أن انسحاب المنفذين، حسب المتحدث، رغم الكاميرات والوسائل التكنولوجية العديدة المنتشرة في المدينة يشكل مصدراً لخيبة الأمل الأمنية، مما يظهر تقدماً مقارنة بالهجمات الفردية، التي غالباً ما يتم تنفيذها دون تنظيم مسبق، ودون خلفية مسبقة، وبوسائل متاحة مثل السكاكين.

يكشف القلق الإسرائيلي من تبعات الهجمات الفدائية الأخيرة عن شبه اعتراف بفشل القضاء على المقاومة؛ لأنها أكدت أن الجيش والشاباك لن يكون بمقدورهما وضع حدّ نهائي للمقاومة بوسائل القوة، مما يحمل إقراراً بعجز القوة الإسرائيلية في القضاء عليها.

تحميل المزيد