تحاول دعاية الكرملين تعزيز الحماس الضعيف للحرب في أوكرانيا، من خلال تحذير الروس من أنَّ القوى الغربية ستعاقب الدولة بأكملها في حالة هزيمة جيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.
إذ قالت أولغا سكابييفا، مقدمة البرامج البارزة في تلفزيون الدولة، في برنامج حواري تبثه قناة Rossiya 1: "سيُعتبَر الجميع مذنبين، دون استثناء، بغض النظر عمّا إذا كانوا على أراضي روسيا أو خارجها. إنَّ وجود الدولة، وكذلك وجود جميع المواطنين الروس، على المحك!".
سكابييفا، المعروفة باسم دمية بوتين الحديدية، أضافت أنَّ الروس العاديين الذين يعيشون في الخارج، وحتى أولئك الذين لا صلة لهم بالكرملين، "سيُعتقَلون على الفور" إذا خسرت روسيا الحرب.
عواقب "لا يمكن تصورها"
بدورها، حذرت مارغريتا سيمونيان، رئيسة شبكة Russia Today، المنفذ الإعلامي المدعوم من الكرملين، من عواقب "لا يمكن تصورها" بالنسبة لروسيا في حالة انتصار أوكرانيا. وقالت، مشيرة إلى المحكمة الجنائية الدولية: "إذا خسرنا، فإنَّ لاهاي، حقيقية أو افتراضية، ستلاحق حتى العامل الذي يمسح الأحجار المرصوفة بالحصى خلف الكرملين".
وفي حديثها على التلفزيون الوطني، حثت سيمونيان الجيش الروسي على مواصلة هجماته التي لا هوادة فيها على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، قائلة: "هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله في هذا الموقف".
سيمونيان أوضحت أنَّ مسؤولين في "الدوائر العليا" -دون الكشف عن هويتهم- يشعرون بقلق متزايد بشأن الملاحقة القضائية على جرائم الحرب. وقالت: "[لكنهم] يجب أن يخافوا من الخسارة، والإذلال، ومن خيانة شعبهم".
تراجع تأييد الروس لاستمرار الحرب
ووفقاً لاستطلاع الكرملين الذي سُرِّب، وحصل موقع المعارضة الروسية Meduza على نسخة منه، فإنَّ سلسلة من النكسات المهينة في ساحة المعركة، والخسائر العسكرية الهائلة والتجنيد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة تعني أنَّ واحداً فقط من بين كل أربعة روس يؤيد الآن استمرار الحرب في أوكرانيا.
إلى ذلك، صرّحت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول: "لقد صار الصراع ملموساً أكثر فأكثر بالنسبة للعديد من الروس منذ التعبئة الجزئية في سبتمبر/أيلول 2022".
وزارة الدفاع أضافت: "نظراً لأنه من غير المحتمل أن تحقق روسيا نجاحات كبيرة في ساحة المعركة في الأشهر العديدة المقبلة، فمن المرجح أنَّ الكرملين سيجد صعوبة متزايدة في جهود الحفاظ على موافقة ضمنية على الحرب بين المواطنين".
من جهتهما قالت الإعلاميتان مارغريتا سيمونيان وأولغا سكابييفا، بالإضافة إلى فلاديمير سولوفيوف، مُروِج آخر مشهور لدعاية الكرملين، في وقت سابق إنهم يفضلون رؤية العالم مدمراً في حرب نووية على مشاهدة هزيمة روسيا في أوكرانيا.
دعوات للتحقيق في جرائم الحرب الروسية
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، إلى محكمة خاصة للتحقيق في جرائم الحرب الروسية.
إذ قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: "نحن على استعداد لبدء العمل مع المجتمع الدولي للحصول على أوسع دعم دولي ممكن لهذه المحكمة المتخصصة".
كما أضافت أنَّ أباطرة الأعمال المرتبطين بموسكو والكرملين يجب أن يوفروا الغالبية العظمى من الأموال اللازمة لإعادة بناء المدن والبنية التحتية الأوكرانية بعد الحرب.
وتابعت رئيسة المفوضية الأوروبية: "يجب على روسيا أيضاً أن تدفع مالياً مقابل الدمار الذي تسبّبت فيه. ويتعين على روسيا وأوليغارشيتها تعويض أوكرانيا عن الأضرار وتغطية تكاليف إعادة بناء البلاد".
فيما قال مسؤولو المفوضية الأوروبية إنَّ تكلفة إعادة بناء أوكرانيا ستصل على الأقل إلى 600 مليار يورو (633 مليار جنيه دولار أمريكي). بينما قدّر الرئيس زيلينسكي التكلفة بتريليون دولار.