انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2022، وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولاراً، معتبراً أنه ليس "قراراً جدياً". وطالب بأن يكون السعر بين 30 و40 دولاراً للبرميل كحد أقصى.
فبحسب مكتب الرئاسة الأوكرانية، قال زيلينسكي: "أن يتم تحديد هذا السقف للأسعار الروسية ليس قراراً جدياً، فهذا الأمر مريح تماماً لموازنة الدولة الإرهابية".
في سياق متصل، يبلغ سعر برميل الخام الروسي حالياً 65 دولاراً، أي ما يفوق السقف الأوروبي بقليل، الأمر الذي يعني تأثيراً محدوداً على المدى القصير.
اتفاق بين دول مجموعة السبع
أما في يوم الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، فقد اتفقت دول مجموعة السبع على تطبيق سعر أقصى يبلغ 60 دولاراً لبرميل النفط المنقول بحراً من روسيا، كما اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً مماثلاً.
في الوقت نفسه – ورداً على الاتفاق الخاص بدول مجموعة السبع- أعلن الكرملين، السبت، أن روسيا "لن تقبل" السقف السعري الذي فرضه الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع على صادراتها النفطية.
حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحفيين في موسكو: "نقوم حالياً بتحليل الوضع. طبعاً تم التحضير والاستعداد لمواجهة هذا السقف". وأضاف: "لن نقبل هذا السقف، وبعد تحليل سريع سيكون هناك قرار بشأن كيفية تنظيم العمل لاحقاً".
إلحاق ضرر بعائدات روسيا
في حين تهدف خطوة تحديد سقف السعر للنفط الروسي إلى إلحاق الضرر بعائدات موسكو من صادرات ومبيعات النفط الخام مع اقتراب دخول الحرب الروسية ضد أوكرانيا عاماً جديداً.
في المقابل، يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما يبدأ الاتحاد الأوروبي قطع إمدادات الخام من روسيا عن طريق البحر.
بموجب الاتفاق، يُحدد سقف سعر النفط الروسي عند مستوى أقل بـ%5 على الأقل من سعر السوق للنفط الخام، وستحظر دول مجموعة السبع شركات الشحن الخاصة بها من تسهيل شحنات النفط الروسية إذا تم بيعها بأكثر من 60 دولاراً للبرميل.
من جهة أخرى، فقد أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استعداده لتقديم ضمانات أمنية لروسيا إذا عادت إلى طاولة المفاوضات. وقال في مقابلة مع تلفزيون "TF1" الفرنسي: "يجب علينا أن نفكر في الهيكل الأمني الذي سنعيش في ظله غداً. أتحدث بشكل خاص عن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها".
مناقشات حول السلام
ماكرون تابع في تصريحاته التي نقلتها أيضاً وكالة أنباء تاس الروسية: "هذه المسألة ستكون جزءاً من المناقشات حول السلام، ويجب أن نستعد لما سيأتي بعد (النزاع الأوكراني)، ونفكر كيف يمكننا أن نحمي حلفاءنا، وفي الوقت نفسه كيف نقدم لروسيا ضمانات تخص أمنها، مجرد عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات".
يشار أنه في ديسمبر/كانون الأول 2021، أي قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تقدمت روسيا بمشروعي اتفاقين مع الولايات المتحدة والناتو حول ملف الضمانات الأمنية الذي كان قضية محورية بالنسبة لموسكو.
تشمل هذه القضايا، حسب وزارة الدفاع الروسية، أولاً "ضمانات لعدم توسع الناتو شرقاً على حساب أوكرانيا وأي دول أخرى"، وثانياً "تحمل التزامات بعدم نشر الصواريخ الأمريكية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية في القارة".
ثالثاً ترتكز المقترحات الروسية، حسب الوزارة، على "الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا واستبعاد زيادة ما يسمى بمجموعات قوات المرابطة الأمامية".
جدير بالذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
حيث تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".