تسبب حادث اعتداء مرافقي أحد المرضى على طاقم تمريض بأحد مستشفيات مدينة قويسنا، التابعة لمحافظة المنوفية، في دلتا مصر،الجمعة 2 ديسمبر/ كانون الأول 2022، في حملة غضب وانتقادات كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع السلطات المصرية إلى التدخل.
الحادث الذي تناقلت تفاصيله وسائل الإعلام المصرية، بدأ عند وصول أحد الأشخاص بصحبة أخيه وعدد من السيدات إلى طوارئ مستشفى قويسنا المركزي، في دلتا مصر، نتيجة لإصابة إحدى السيدات بنزيف بسيط، وذلك وقت انشغال كل أطباء النساء بعمليات جراحية أخرى.
كواليس "مرعبة" لحادث الاعتداء
حسبما نقلت وسائل الإعلام المصرية المختلفة، وعند إبلاغ التمريض للطبيب بتفاصيل الحالة، طلب منها إجراء سونار وبعض التحاليل حتى الانتهاء من العمليات الجراحية، وإذ بالشخص المصاحب للحالة رفض ذلك، وطالب بضرورة مناظرة الحالة، وبدأ في سبّ العاملين بالمستشفى، في الوقت الذي اصطحب فيه التمريض للحالة وإيداعها بسرير في الطوارئ لإجراء السونار والتحاليل المطلوبة حتى تتم مناظرتها.
وفقاً لشهادة التمريض في المستشفى، التي نقلتها بعض وسائل الإعلام المصرية فإن السيدات المصاحبات للحالة بدأن في تهديد أطقم التمريض بالمستشفى وتوعدنهن بالضرب، وبعدها دخل رجلان لقسم النساء، وضربا كل هيئة التمريض الموجودة بالقسم، وأخرجت ممرضة هاتفها للاتصال بالطوارئ، فتم الاعتداء عليها، وأسفر ذلك عن إجهاضها.
مقاطع الفيديو التي تم تداولها، والتي وثّقت حالة الاعتداء على طاقم التمريض، تضمنت ما يوضح تعدي أحد المواطنين، الذي تبين لاحقاً أنه ضابط طيار، وأسرته على طاقم التمريض بالمستشفى بالضرب والسب، وكذلك خطف تليفونات الممرضات لمنعهن من تصوير الواقعة، ووثّقت مقاطع الفيديو كذلك ضرب الممرضات عدة مرات، حتى أن إحدى الممرضات قد أُجهضت جراء الاعتداء عليها، وكذلك تم كسر أيدي وأرجل 5 ممرضات و3 عمال، ووثقت مقاطع الفيديو كذلك قيام سيدة، تبين لاحقاً أنها والدة الضابط الطيار، الذي اعتدى على الممرضات بضربهن بـ"كرباج" بكل قسوة.
ضابط طيار
الناشط الحقوقي هشام قاسم قال على صفحته في "فيسبوك": إن الشخص الذي اعتدى على الممرضات في مستشفى قويسنا بكرباج، هو ضابط طيار اسمه مصطفى أشرف حسن، مشيراً الى أن مدير المستشفى حذّر الممرضات المعتدى عليهن من اتخاذ إجراءات قانونية ضده، وتحمل نتيجة فعل ذلك.
في سياق متصل، ونتيجة لحالة الغضب والانتقادات الشديدة على منصات التواصل الاجتماعي، تدخلت السلطات المصرية، وأصدر المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية بياناً قال فيه: "تتابع القوات المسلحة عن كثب ما أُثير بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي، وتؤكد على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، وتهيب بالجميع تحري الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات".
في المقابل استنكرت النقابة العامة للتمريض في مصر الاعتداء الذي وقع على أطقم التمريض، وطالبت نقابة التمريض الجهات المعنية بسرعة التحقيق في الواقعة، لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ضد الشخص المتسبب في الواقعة، كما أكدت أنها لن تتنازل عن حقوق أعضائها من التمريض، الذين يؤدون دورهم على أكمل وجه دون تقصير، مشددة على ضرورة التصدي لحالات الاعتداء على أطقم التمريض بالمستشفيات، حيث إن ترويع الأطقم التمريضية لن يصبّ في صالح تطوير المنظومة الصحية.
وزير الصحة يتدخل
كذلك، وحسبما نشرت وسائل إعلام مصرية، فقد أجرى خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، جولة تفقدية في مستشفى قويسنا المركزي بمحافظة المنوفية بعد واقعة الاعتداء على فريق من التمريض في المستشفى.
حيث تابع خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، واقعة التعدي على أعضاء هيئة التمريض، وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير وجّه باتخاذ كل الإجراءات القانونية، وتحرير محضر شرطة باسم المستشفى، لضمان الحفاظ على حقوق أعضاء هيئة التمريض، وحق الدولة فيما لحق بالمستشفى من تلفيات.
في حين نقلت وسائل إعلام محلية، عن مصدر أمني قوله: إن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادثة، مبيناً أن فريق التحقيق قام بفحص المشاهد المصوَّرة للحادثة.من جانبه، قال مدير المستشفى إنه يخلي مسؤوليته حال وصل أمر الاعتداء على طاقم المستشفى إلى النيابة.
فيما أكدت الدكتورة رشا خضر، وكيل مديرية الصحة بالمنوفية، أنها لا تضغط على العاملين بقبول صلح، وهم أصحاب القرار الأول والأخير في هذا الأمر، ولو لم يتم التصالح سيكون هناك محضر أمام محضر، وأكدت أن الضابط الطيار مسنود، وذلك وفق ما نشرت وسائل إعلام مصرية في تقاريرها حول الحادث البشع.