نتائج غير مسبوقة للمسلمين في انتخابات الكونغرس بأمريكا.. معظمهم من الشباب وينتمون للحزب الديمقراطي

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/27 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/27 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
المسلمون في أمريكا - توضيحية / رويترز

فاز المسلمون في أمريكا بعدد قياسي من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي، في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، التي أعطت تفوقاً للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بينما تقدم الجمهوريون في مجلس النواب، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

فقد توصل تحليل جديد أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (Cair)، ومنظمة Jetpac غير الربحية، التي تركز على زيادة التمثيل السياسي للمسلمين في الولايات المتحدة، إلى أن المسلمين فازوا بما لا يقل عن 83 مقعداً على مستوى البلاد مقارنة بـ71 عام 2020.

المسلمون في أمريكا يشاركون بكثرة

قالت نبيلة إسلام، التي تبلغ من العمر 32 عاماً، وهي أمريكية من أصول بنغالية، وأول مسلمة وأول جنوب آسيوية تُنتخب لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا: "ترشحت لأنني أردت يكون لدينا تمثيل في أروقة السلطة. من المهم جداً ألَّا نهرب من أنفسنا ونقبل هويتنا، أظن أن هذا هو ما يدفع الناس للخروج والتصويت لأناس بعينهم، إنهم يثقون بهم".

كما فاز المسلمون في أمريكا أيضاً بمقاعد في تكساس وإلينوي وكاليفورنيا ومينيسوتا وماين وأوهايو وبنسلفانيا. وهؤلاء المسؤولون المنتخبون حديثاً من خلفيات عرقية متنوعة، فمنهم صوماليون وباكستانيون وأفغان وهنود وفلسطينيون، لكن معظمهم شباب وينتمون للحزب الديمقراطي.

حسب الصحيفة البريطانية فإن الطريق إلى هذه الانتصارات مهده جزئياً الساسة المسلمون في أمريكا رفيعو المستوى، مثل كيث إليسون، أول مسلم يدخل الكونغرس، وهو الآن المدعي العام لمينيسوتا، وأندريه كارسون، عضو الكونغرس عن ولاية إنديانا، وإلهان عمر عن مينيسوتا، ورشيدة طليب عن ميشيغان، أول مسلمة تدخل الكونغرس. 

"تغيير اجتماعي" في الولايات المتحدة

لكن محمد غولا، المدير الوطني للتنظيم في منظمة Emgage الإسلامية غير الربحية للمشاركة المدنية، قال إن هذه الظاهرة تغذيها أيضاً رغبة المجتمع في "إحداث تغيير اجتماعي، وتحول ثقافي، والمشاركة في الأنظمة التي يفترض أنها تمثلنا".

بينما قالت عائشة وهاب، أول مسلمة وأول أمريكية أفغانية تُنتخب لعضوية مجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، إن الهدف من ترشّحها دعم الأجيال المقبلة. وقالت: "نحتاج إلى أن نرى ما يمكننا فعله أيضاً لمجتمعنا أو البلد الذي نعيش فيه".

فيما فاز الديمقراطيان سلمان بوجاني وسليمان لالاني بانتخابات مجلس الولاية في تكساس، ليصبحا أول نائبين مسلمين للولاية. 

فضلاً عن فوزه على الجمهوريين، كان بوجاني، وهو أمريكي باكستاني، يتواصل مع ناخبين غالباً ما يتجاهلهم الساسة الآخرون. فكان يحرص على إقامة علاقات مع أفراد جاليات تونغا ونيبال في منطقته، وغالباً ما كان يذهب إليهم بنفسه.

ارتفاع أعداد الناخبين المسلمين

هذه المشاركة المتنامية للمسلمين في السياسة نراها أيضاً في صناديق الاقتراع، إذ أظهرت دراسة أجرتها EmgageUSA عام 2020 ارتفاعات كبيرة في أعداد الناخبين المسلمين المسجلين في عدة ولايات، مقارنة بعام 2016: 39% في جورجيا، و35% في تكساس، و46% في ويسكونسن. 

رغم أن المسلمين لا يشكلون سوى 1.3% من سكان الولايات المتحدة، فأعدادهم الكبيرة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وأوهايو وفلوريدا وويسكونسن ومينيسوتا تعني أن بإمكانهم المساهمة في حسم المنافسات الكبرى. 

في ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، قال غولا إن عدد المسلمين الأمريكيين الإفريقيين الكبير أعان الديمقراطي جون فيترمان على هزيمة الجمهوري محمد أوز (الذي يصف نفسه بالمسلم العلماني).

حيث قال غولا إن المسلمين يخدمون أيضاً في الحكومة في مناصب لا تُشغل بالانتخابات، وكذلك في الحملات والنشاط المجتمعي، وهو ما ساعد على تنشيط المشاركة السياسية في المجتمع. 

كما قال إن أكثر من 70 مسلماً يخدمون في إدارة بايدن، ومنهم لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، وسميرة فاضلي نائبة مدير المجلس الاقتصادي الوطني، وريما دودين، نائبة مدير مكتب الشؤون التشريعية بالبيت الأبيض، ورشاد حسين، السفير المتجول للحرية الدينية الدولية.

هذه المشاركة السياسية للمسلمين ستستمر في النمو. حيث قال غولا: "المسلمون في أمريكا يريدون أن يكونوا جزءاً من النسيج الاجتماعي الأمريكي، وليس هذا فحسب وإنما يرغبون أيضاً في أن يكونوا جزءاً من بناء مستقبل أمريكا بشكل عام".

تحميل المزيد